الخميس، 10 مارس 2016

الكون والمنطق البشري . نشرت بواسطة: مصطفى عابدين

عن موقع علومي
لماذا المنطق البشري يرفض التطور و يقبل الخلق؟
لماذا الكثير من الناس ترفض النظريات العلمية مثل الإنفجار العظيم أو التطور و تقبل فكرة الخلق ويجدون فكرة “كن فيكون” أكثر منطقية؟
المنطق البشري هو محصلة تطور البشر من كائنات بدائية إلى كائنات أقل بدائية حتى شكلها الحالي و إذا نظرنا في تعمق إلى مكونات هذا المنطق و كيف نشاء سنكتشف أنه منطق مبني على حماية الإنسان من حيوان مفترس هنا و خطر هناك. منطق مبني على التعامل مع الأخطار بشكل سريع و شافي بهدف حماية الإنسان. هذا المنطق لا يهدف إلى معرفة حقائق الأمور لأنها لاتشكل عامل مؤثر على البقاء. أي تفسير منطقي يفسر الحالة القائمة هو مقبول طالما أن النتيجة هي البقاء على قيد الحياة.
لنأخذ بعض الأمثلة…
أنا أمشي في الغابة، فجأة سمعت صوت من بعيد. نظرت باتجاه مصدر الصوت و إذ بقطيع من الضباع. مباشرةً أتخذ قرار الهروب بهدوء لكي لا يكتشف الضباع أمري. لننظر إلى آلية التفسير المنطقية الحاصلة في دماغي لكي أتفادى الخطر.
حين أنظر إلى الضبع أن لا يهمني اللبنة الأساسية التي شكلة بناء جسد الضبع. لا يهمني أنه يتكون من مليارات الخلايا التي تعمل ضمن حمض نووي و أن له أربع أقدام و أن عينه تتألف من ملايين العصيبات الضوئية و أن دماغه ليس إلا العديد من الأعضاء العصيبة التي تدير وظائف الجسد. لا يهمني أن لديه كبد يقوم بتنظيم العمل الكيميائي داخل جسده و أن للضبع رئتين تساعداه على التنفس وأن معدته هي المسؤوله عن عملية الهضم.
المهم أن هذا الكائن اسمه الضبع و هو يشكل خطر بالنسبة لي. هذا التفسير أفضل للوصول إلى نتيجة منطقية تساعدني في تفادي الخطر. لا يهمني أن أعرف أنه مكون من خلايا و بروتينات و باكتيريا و عناصر. هذه المعلومات لا تساهم في حظوظي على البقاء.
حين أنظر إلى نبتة معينة ما يهمني معرفته هو إن كانت صالحة للأكل أم لا. لا يهمني معرفة عملية التركيب الضؤي و ماهية مادة اليخضور و آليات التكاثر لهذه النبتة و الخلايا التي شكلتها. المهم أن هذه النبته هي شيئ واحد اسمه فاكهة الفريز (مثلاً) و أنني أستطيع أكلها و أن طعمها حامض.
حين أرى البحر لا يهمني أنه مركب من عناصر هيدروجين و أوكسجين بشكل سائل. حين أنظر إلى الجبل لا يهمني أنه مكون من التراب و أن التراب يتكون من غازات و مواد عضوية و عناصر كيميائية. المهم أنه جبل عالي و هو لا يتحرك و لا يشكل خطر على حياتي.
ما أود الوصول إليه أن المنطق البشري هو غريزة حسابية هدفها تحليل المعلومات و ربط الدلالات بشكل يساهم في بقاء الكائن الحي. الإنسان لم يكن مهتم بمعرفة حقائق الأمور بواقعها و إنما بما يتماشى مع حاجاته البقائية. نتيجة هذا المنطق أن الإنسان يجد أن وجود الاشياء كمواد مصنوعة هو تفسير منطقي أكثر من التفسير العلمي بالتطورالتراكمي لكل شيئ في هذا الكون.
(يوجد العديد من الأمثلة من نظرية النسبية لأنشتاين التي لازلت أجدها غير منطقية و لا أستطيع تقبلها غريزياً مثل مثال “التوأمين”)
مع تطور الحضارة البشرية و ابتكار الطريقة العلمية التي تعتمد على الأدلة و البراهين و التجارب التطبيقية انطلقت شرارة العلم و بدأت رحلة اكتشاف ماهية هذا الكون. المشكلة في المنطق البشري هي سبب العديد من الإشكاليات التي نقع بها في فهم العلوم. لا يمكننا بناء أي افتراض علمي بناء على المنطق لأن المنطق هو ليس قانون علمي تطبيقي و ليس مسلمة كونية صحيحة للجميع.
______________________
بعض الفرضيات المنطقية التي سأستعرضها في هذا البحث:
– طالما أن للكون نقطة بداية فلابد أن يكون لهذا الكون خالق….
– خالق الكون لابد و أن يكون أعظم من هذا الكون لأنه خالقه….
– هذا الخالق لابد و أن يكون خارج الزمان و المكان لأنه هو من خلقهما….
______________________
طالما أن للكون نقطة بداية فلابد أن يكون لهذا الكون خالق:
العلم يثبت نقطة بداية لهذا الكون (النظرية العلمية اسمها الإنفجار العظيم).
نعم، الدلائل على انفجار عظيم سبّب وجود هذا الكون أصبحت مؤكدة. أذكر منها بشكل مختصر الإشعاعات الكونية الخلفية و التي توضح درجات حرارة الكون و أثاراللإنفجارالعظيم على شكل برودة حرارة الكون كل ما تقدمنا بالزمن. أيضاً تأثير دوبليرالذي ساهم في كشف أن الموجة الكهرومغناطيسية القادمة من النجوم تحمل طيف أحمر و بالتالي يوضح كيف أنها تبتعد عنا. نعم المجرات تبعد عن بعضها بسبب توسع الكون المستمر و المتصاعد (أي أن الإنفجار مازال مستمر). أيضاً الخارطة الكيميائية للعناصر و التي تفسرها نظرية الإنفجار العظيم بشكل دقيق جداً حيث أن تفاعل العناصر ينتج عنه عناصر جديدة في عملية تطور تراكمية إلى أن نصل للخارطة الحالية. أيضاً تشكل النجوم و أجيال النجوم. يمكن للقارئ أن يبحث أكثر عن نظرية الإنفجار الكبير، لكن موضوع البحث مختلف لذلك سأكتفي بهذا القدر من الأمثلة.
طاقة من لاشيئ:
الكثير من الأحيان يتم عرض فكرة تناقض مفهوم وجود الطاقة من العدم مع قانون مصونية الطاقة (لطاقة لا تخلق من العدم بل تتغير من شكل إلى أخر) و لكن في الواقع بوجد لدينا  مفصلين مهمين هنا.
أولاً أن مجموع طاقة الكون هي صفر و هذا يعني أنه كل ما نراه من حولنا من مادة عادية (انا و أنت و الكون المنظور) و مادة و طاقة مظلمة سنجد أن الكون  منبسط ذو طاقة حيادية.
فيديو توضحي حول فكرة أن مجموع الطاقة صفر ـ ليس مترجم

إذاُ ماذا يعني أن الكون مسطح هذا يعني أن مجموع الطاقة في الكون ليست ايجابية أو سلبية و إنما حيادية و بهذا لا نكون خالفنا قانون مصونية الطاقة. إذا كان الكون قبل أن ينشأ يساوي صفر فهو مازال يساوي صفر.
النقطة الثانية التابعة لهذا المحور هي أنه لا يوجد شيئ اسمه “عدم”. أجد استخدام كلمة عدم يمين و شمال، كيف يمكنك تفسير نشوء الكون من العدم؟ و هذا السؤال هو سؤال خاطئ علمياً إذ أنه لا يوجد عدم في الكون. هل هذا دليل على أن الكون أزلي؟ ربما لكن الجواب الصحيح أننا لا نعرف بشكل قاطع كيف بدأ الكون. من هذه النقطة أود أن أنوه إلى نقطة و هي أن نظرية الإنفجار العظيم لا تفسر من أين جاء الكون أو كيف بدأ و إنما تشرح كيف تطور الكون بعد اللحظة الأولى من الإنفجار العظيم. نحن لا نعرف إن كان هذا الإنفجار جزء من سلسلة لا منتهية من الإنفجارات أو إن كان الإنفجار بجزء صغير من الكون (الكون المنظور بالنسبة لنا) لكنا نعمل و بحث عن الأجوبة و ربما قد لا نصل إلى جواب، لكن هذه ليست دعوة لقبول الأساطير و القصص الشعبية كبديل للمنهج العلمي في المعرفة.
من خلق الخالق:
من خلق خالق الخالق؟ و من خالق خالق خالق الخالق؟” الأساطير حلت المشكلة عبر مرسوم ملكي أن الخالق لا خالق له لأنه خلق نفسه. لماذا يقبل الإنسان  بقانون ملكي يقتضي أن الخالق خلق نفسه و لا يقبل أن بيحث في نظريات علمية تفسر نشوء الطاقة من العدم؟
على الأقل يوجد لدينا قاعدة علمية ننطلق منها و نحاول تفسير نشوء المادة من الفراغ و نعمل على تفسير معنى كلمة عدم. ربما نصل ‘لى استنتاج أن الكون أزلي لا بداية له. نعم هذا يخالف منطقنا البشري، لكن المنطق هو وسيلة بقائية كما ذكرت سابقاً و ليست بوصلة معرفية للوصول إلى الحقائق. يوجد العديد من الأمثلة التاريخية حيث طرح العلم نظريات كانت غير منطقية في البداية و ثم تم تبنيها و تطوير المنطق البشري لمجاراتها. أذكر منها نظرية  كوبرينكاس الذي قال أن الكرة الأرضية ليست المركز و أنها تدور حول الشمس و نظرية النسبية لأنشتاين  التي تقول أن لاشيئ يتجاوز سرعة الضوء و أن الوقت بعد من أبعاد المكان. الكثير من الناس لازال لا يفهم نظرية أنشتاين و خصيصاً الشق المتعلق بموضوع الجاذبية و السرعة و الزمن. أيضاً يوجد لدينا نظريات الفيزياء الكمية التي تطرح لنا أفكار بعيدة كل البعد أن منطقنا اليومي الكلاسيكي و تطرح لنا أمور تجعلنا نسأل عن حقيقة وجودنا أصلاً.
لتكون (س) بسيطة: 
في العديد من الأحيان نحتاج إلى افتراض بعض الأمور لكي نستطيع تبسيط فكرة غير واضحة لنا أو معادلة رياضية يصعب حلها. في رياضيات الجبر مثلاً في بعض الأحيان نفترض أن (س) هي كذا لنستطيع الوصول لقيمة (س) الحقيقية. هذا يعني أن أي فرضية نضعها عن (س) يجب أن تكون بسيطة نوعاً ما و أن لا تكون معقدة أكثر من المعادلة التي نحاول حلها أصلاً.
أما في حال قمنا بوضع افتراض لقيمة (س) بحيث تكون (س) أعقد من المعادلة بذاتها فإن هذه الاستراتجية ستكون فاشلة و لن نستطيع الوصول إلى نتيجة علمية.
إذا سألتك ما هو سبب كروية الأرض؟ عليك أن تفترض بعض الأجوبة و محاولة مقارنة أجوبتك مع ما نشهده من دلائل تثبت أو تنفي فرضيتك. كل ماكانت فرضيتك لا تعتمد على الكثير من العناصر المجهولة كلما سهل علينا التحقق من صحتها.
كروية الأرض سببها:
– فرضية 1: وجود شخصية خيالية اسمها نور الماء و هي تحب الأجسام الكروية و هي التي كورة الأرض.
– فرضية 2: بفعل الجاذبية التي تعمل على جذب جميع المواد باتجاه نواة الذرة.
من الواضح أن الفرضية الأكثر علمية هي الأبسط و التي تتماشى و تتطابق مع مانرصده من حولنا.
من هذا السيق سأطرح استفسار يتعلق بمسبب الكون. أليس افتراض خالق لهذا الكون هو افتراض أكثر تعقيداً من السؤال الأصلي الذي نحاول الإجابة عليه. أليس وجود خالق قادر على الخلق ليس فقط الكون و إنما نفسه هو أكثر تعقيداً من الفرضية الفيزيائية التي تفسر نشوء الكون من العدم دون حاجة مسبب؟ أليس افتراض خالق له ادراك و إرادة و حاجات و كلمات و رسائل و كتب و أسماء و أبناء و أعداء و أصحاب هو اقتراض معقد أكثر بكثير من السؤال الذي بدأنا بحثنا من أجله؟
______________________
مقولة: “خالق الكون لابد أن يكون أعظم من هذا الكون لأنه خالقه”
المنطق البشري يفترض أن الخالق لابد و أن يكون أكثر تعقيداً من المخلوق. مثلاً نحن نفترض أن وجود الطاولة يستدعي وجود النجار. و أن النجار لابد أن يكون أكثر تعقيداً لكي يستطيع تطويع الخشب لصناعة الطاولة أليس هذا منطقي؟ نعم هذا منطقي و لهذا علينا الحذر من تبني ماهو منطقي دون التعمق أكثر في التفاصيل. المنطق البشري ليس الوسيلة الأفضل للوصول إلى المعرفة. الطريقة الأفضل هي اتباع المنهج العلمي المبني على الدلائل القابلة للفحص و التحقق. هكذا نضع منطقنا البشري جانباً و نعمل ضمن منهجية تضمن عدم التحيز و تصب كل نتائجها ضمن خزان معرفي نسمية المحتوى العلمي.
دعونا نحلل هذه الفرضية بطريقة مختلفة عن ماهو متعارف عليه…
من منظور العظّمة و تعقيد الخالق:
أليس أكثر عظَّمة أن يكون نجارالطاولة أقل تعقيداً من الطاولة؟
إذا قلت لك أن هذا النجار صنع هذه الطاولة من هذا الخشب. أنت تقبل هذه الجملة لأنها مبنية على مفاهيم و معارف منطقية. الخشب يأتي من الشجر و النجار لديه عقل و وعي يؤهله لصناعة الطاولة. نعم هذه الفرضية منطقية لكنها بعيدة عن العظّمة.. أين العظمة في الخلق إن كان الخالق أكثر تعقيداً..
في المقابل إذا قلت لك أن هذا الطاولة خُلقت بسبب عوامل طبيعية و مؤثرات بسيطة جداً. على الرغم من عظّمة هذا الفرض إلا أنك سترفضه لأنه ينافي المنطق المبرمج لديك لماهية الأمور و كيف ممكن لطاولة أن تنشاء من لاشيئ أو بسبب ظواهر طبيعية 100٪
لاشك أن خالق الكون الأبسط من الكون هو أكثر عظّمة من خالق الكون الأكثر تعقيداً من الكون.
______________________
مقولة: “هذا الخالق لابد و أن يكون خارج الزمان و المكان لأنه هو من خلقهما”
في العديد من نفاشاتي الدينية مع أصدقائي أسمع هذه الجملة. “الخالق خارج الزمان و المكان” أود أن أحلل هذه الجملة بطريقة علمية.
أولاً يجب التنويه أن كلمة “خالق” من المنظور الديني تعني الاله شخصي له اسم محدد يستطيع أتباع هذا الإله مناداته و التواصل معه. أيضاً يستطيع هذا الإله مساعدة أتباعه و تغير مجرى الأمور. هذا الإله له طقوس معينة للتواصل وهو يعمل بدور الرقيب على أعمال مخلوقاته و يعاقب و يكافئ. يغضب و يفرح. و له إرادة ويكره و يأمر و يلبي. إذاً هو كيان مترابط مع هذا الكون.
لكن في حال تعمقنا في النقاش عادة ما يتم اللجوء إلى محورين. الأول أن الخالق خارج الزمان و المكان و الثاني أن الخالق قادر على كل شيئ. دعونا ننظر بعمق أكثر….
إذا كان الخالق خارج الزمان و المكان فهذا يعني أنه غير موجود في هذا الكون و هذا لا يختلف كثيراً عن قول أن الخالق غير موجود من الناحية العملية. عدم الوجود هو تحديداً أن يكون الكيان خارج الزمان و المكان و أن يكون فاقد التأثير على الكون.
أما إن كان الخالق ضمن الكون فنحن عبر رصدنا لجميع الظواهر الكونية لانجد أي ظواهر خارجة عن الطبيعية أو غير مألوفة. كل ما نرصده يتطابق مع تحليلنا العلمي و تفسيرنا لماهية الأمور. إذاً لا دليل لدينا على وجود أي كيان أو طاقة مؤثرة في الكون غير مفسرة علمياً بالنسبة لنا.
ثم أن قول أن الخالق قادر على كل شيئ هذه عبارة غير علمية لا تستحق التعقيب لأنني ببساطة أستطيع اصدار أمر ملكي مقابل يقول أن الفيزياء الكمية قادرة على كل شيئ أيضاً.
القاعدة هنا أن ما يتم فرضه دون دليل نستطيع ضحده دون دليل أيضاً”. *هيتش” 
______________________
إذاً من أين أتى كل شيئ؟
– نظرية الإنفجار الكبير تفسر لنا كيف نتجت أول العناصر (هيدروجين و الهيلوم) و كيف أن التفاعلات النووية بين العناصر و التي أخذت مليارات النسين من التفاعل أوجدت جميع العناصر المتواجدة حتى يومنا هذا و مازال الإنفجار مستمر و بشكل تصاعدي
– نظرية التطور لا تفسر لنا من أين بدأت الحياة و إنما تفسر لنا كيف تنوعت الأحياء و من أين تطور الإنسان. نظرية التطور تقسر لنا أيضاً علاقات الأحياء بين بعضها و تصرفاتهم و غرائزهم
– يوجد محاولات مخبرية كثيفة لتفسير نشوء الحياة و فقط قبل يومين (30 تشرين الأول 2014) استطاع بعض العلماء من انشاء أنزيم قد يفسر لنا كيف بدأت الحياة. أيضاً في عام 1995 بدأ العالم كريغ فينتشر في مشروع علمي يهدف لصناعة خلية حية من العدم. فعلاً بعد 15 عام من البحث و العمل في مجال العلوم الدقيقة و الأحماض الوراثية استطاع فريقه من صناعة خلية حية تتألف من مليون عنصر جيني قام فريقه بكتابتها. هذه الخطوة مهمة جداً على الصعيدين العلمي و الفلسفي إذ أن الإنسان استطاع للمرة الأولى في التاريخ من صناعة الحياة من العدم. 
أنا لن أستطيع التطرق بشكل تفصيلي لهذه المواضيع العلمية بسبب تعقيد كل موضوع. ممكن أن أتفرع إلى هذه المواضيع ضمن مقالات مختلفة لكن أعتقد أن موضوع المنطق و الخلق هو موضوع يستحق أن يكون موضوع مستقل.
______________________
الملخص:
لاشك أن الأسئلة المتعلقة بجذورنا و من أين أتى هذا الكون الرائع المهيب هي أسئلة في عقل كل إنسان. لاشك أن معرفة حقائق هذه الأمور سيشكل تحول مصيري في تاريخ التطور الحضاري للجنس البشري الذي انطلق منذ 200 ألف سنة من أفريقيا في سبيل البحث عن الطعام و انتهى به المطاف خارج المجموعة الشمسية. العلم هو أفضل الوسائل التي ابتكرها الإنسان لانها الوسيلة التي تضمن لنا الوصول لأقرب توصيف للواقع الذي نعيشه. جذور الحياة و الكون هي بحوث علمية بحته اجابتها ستكون نتيجة بحوث و تجارب علمية في جامعات العلم و مختبرات البحوث و ليس في بيوت الدين.
اقحام قوى خارجية للاجابة على أي شيئ هو هروب من الإجابة و الاستسلام بعدم المعرفة و قبول الجهل بالأمور. الإعتراف أننا لا نعرف كيف بدأت الحياة هي الخطوة أولى في رحلة البحث عن الإجابة. الإدعاء بالوهم بمعرفة الشيئ هي رصاصة في صلب البحث. كيف نبحث عن ما لا نعلم أنه ضائع؟
عبر السنين أثبت لنا العلم أننا في كون يعمل ضمن قوانين موضوعية بعيدة عن السحر و المعجزات. لهذا أنا لم أطلب من القارئ و لا لحظة واحدة أن يقبل مني أي معلومة مفترضة بقفزات سحرية أو معجزات. في هذا السياق أطلب من القارئ أن يقيم البحث بطرق علمية و أن يبحث أكثر في المواضيع العلمية التي ذكرت ضمن هذا المقال.
الكون مليئ بالإبهار و العظّمة و من المحزن أن نفسره من منظور خرافات و أساطير سومرية. نحن ادراك الكون لنفسه ومن المحزن أن لا ندركه…..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق