عن هنابريس
تستعد جمعية الشعلة للتربية والثقافة تنظيم الدورة السابعة للملتقى الوطني السابع للقصة القصيرة بمدينة مراكش،، في محور: ” أسئلة القصة القصيرة الراهنة” وذلك أيام 05 و06 مارس 2016. ويعتبر ملتقى مراكش الملتقى التأسيسي لهذا الجنس الأدبي في سنة 1989 لتنطلق بعده عدة ملتقيات على الصعيد الوطني بمبادرة عدة فعاليات جمعوية وإبداعية
وقد عرفت الدورات الستة المنظمة من طرف الشعلة مقاربة عدة محاور وإشكاليات تهم هذا الجنس الادبي. و بعد مرور عقدين ونصف على تنظيم أول دورة لهذا الملتقى، ارتأت جمعية الشعلة للتربية والثقافة أن تطرح كموضوع ” اسئلة القصة القصيرة الراهنة ” وكعادة الجمعية ستوجه الدعوة للمشاركة إلى العديد من الفعاليات من مختلف الاجيال و الحساسيات النقدية والإبداعية. وتجدون اسفله الأرضية التأطيرية للملتقى :
” اسئلة القصة القصيرة الراهنة”
تمكنت القصة القصيرة المغربية من نحث موقعها ضمن باقي الأجناس الأدبية، بعد أن تجاوزت أسئلة ومنطلقات البحث عن الذات ومنعطفات الكتابة في تشكلاتها الأولى، معلنة عن صوتها الفني ورؤيتها للوجود والتاريخ والمجتمع، من أتون ذلك، برزت أصوات على مستوى التخييل القصصي المغربي، رسمت خطوطا وتفاصيل ومسارب جمالية وأدبية كانت متقدمة في سياقها الثقافي والتاريخي، لأنها عكست مختلف التطلعات الأدبية والفكرية التي رسمت أفق الزمن المغربي، وأيضا التناقضات الإجتماعية والتاريخية التي وسمت الواقع الضاج بصخبه وأحداثه الجارحة، ولذلك كانت قضايا الذات والمجمع مهيمنة. في مضمار ذلك لم يعد السياق هو السياق، مثلما لم تعد نفس الإهتجاسات تؤطر المنظور في الكتابة القصصية، باعتبار أن أسئلة الراهن ليست هي أسئلة الأمس، غير أن هذا الراهن لم يتشكل من خواء، وإنما جاء نتيجة حصيلة تراكم إبداعية تعانق لعقود من خلال أسماء ومجموعات قصصية، بعضها تحول إلى أيقونات الكتابة القصصية المغربية في نشأتها، وتجذير شخصيتها، والمقصود هنا ليس اجترار ما أنجز وما كتب، وإنما الدعوة إلى استحضار الروابط ومنحنيات الكتابة القصصية على مستوى النشأة والتحول والتجذر وارتياد عوالم جديدة، وأيضا مساءلة الموروث القصصي الحديث في ضوء منظورات منهجية ومعرفية وثقافية وتاريخية جديدة قد تتقاطع أو تتباعد في دروبها.
غير بعيد عن ذلك، تنطرح إشكالات الكتابة القصصية الجديدة بأسمائها ومبدعيها وأيقوناتها أيضا، ومعها يفرض التأمل والقراءة متابعة ومواكبة ما يصدر من كتابات على مستوى هذا الجنس بتنويعاتهه وتلاوينه اللغوية والرؤيوية، بعد أن تشعبت المداخل والعوالم التخييلية، من هنا أهمية إبراز ملامح الكتابة القصصية والتحولات التي تطولها وتعبر عن كينوناتها وديباجاتها.
لذلك كله وغيره، يلتئم المبدعون النقاد لتعقب هذا الأثر الأدبي الذي له شكله ولغته وعالمه اللامتجانس، ولذلك أيضا فرض هذا الجسن الأدبي انكبابا نقديا مساوقا من قبل النقاد، كتبوا في النشأة وقراءة النصوص وصنفوها، وأبرزوا خصائصها، ومضامينها، وجربوا إلى أي حد يمكن أن تسعف الأدوات المنهجية الحديثة في مقاربة القصة القصيرة في التقاء الإبداع القصصي بالنقد القصصي، بيد أن هذا المسار المعقد، لم يستنفد كل مخزونه، ولا ننتظر أن يقع هذا الأمر، لأن الكتابة هي أفق مفتوح، قوامها الديمومية والإستمرارية، والبحث عن نفس بدون تخوم، وباب خبيئ وعميق يفتح أبوابا في هذا المؤتمر العملي للبحث والمساءلة والإكتشاف والغوص في دهاليز الكتابة القصصية تخييلا ونقدا.
لعل ملتقيات الشعلة للقصة القصيرة بمراكش عبر مسار عقدين ونصف من الزمن، استحضرت العديد من المواضع المرتبطة بتطور القصة القصيرة، وبدينامية مجالات اشتغالها. ويعود ملتقى مراكش اليوم ليطرح راهن القصة القصيرة المغربية واسئلتها من خلال تعقب تنامي المنتوج القصصي المغربي، وما أضحت القصة القصيرة تجسده من تعدد وتفاعل مع المتغيرات الاجتماعية، و مع ذات جنس الكتابة القصصية في ارتباط بالرؤية التي تؤطر موضوعة كينونتها الجمالية والأدبية والفكرية …
وسيعمل المشاركون والمشاركات، في هذه الدورة السابعة، على التعاطي في المقاربة النقدية والتحليلية والابداعية مع:
• سؤال الجمالية الأدبية في النص القصصي اليوم، مقاربة مقارنة بين متن الامس ومتن اليوم ؛
• سؤال المتغيرات والانتقالات الاجتماعية، الحدود والحضور للنص القصصي فيها؛
• سؤال الابداع القصصي اليوم والالتقاء مع النقد القصصي؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق