الأربعاء، 17 فبراير 2016

عناد حكومي وضياع سنة من تكوين الأساتذة المتدربين

ذ.عبد الحميد لبيلتة عن هنابريس

الحركة الاحتجاجية التي قام بها الأساتذة المتدربين على الصعيد الوطني وما نلوه من جراء احتاجهم السلمي من تعنيف وتنكيل ومس بمهنة التدريس التي وضعها الشاعر مقام النبوة(كاد المعلم أن يكون رسولا)، وأصبحت صورة نساء ورجال التعليم العمومي من المهن الغير مرغوب فيها، حتى نتجنب الفظاعات التي تحاك في الشارع العام عن نساء ورجال التعليم. واهتزاز هذه الصورة لقطاع التعليم العمومي مقابل التعليم الخصوصي، جاء نتيجة اعتماد الطريقة الممنهجة للسياسات الحكومية السابقة والحالية، وذلك منذ الإضراب التاريخي  في سنة 1979 الذي قامت به الكونفدرالية الديمقراطية إلى اليوم.
ففي الوقت الذي تكرم الدول الديمقراطية المتقدمة نساء ورجال التعليم وتحفزهم بالعناية المادية المحترمة والوضع الإعتباري في المجتمع، و بالتكوين المستمر العلمي والفني، نجد في مغربنا رجال ونساء التعليم لم تلملم وضعيتهم المادية منذ عقود إلا بمجيئ حكومة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول السابق.
لماذا كل هذا العناد الحكومي في عدم إدماج الأساتذة المتدربين في سلك التوظيف بالمدرسة العمومية التي تعرف خصاصا مهولا (يفوق 20 ألف) في الموارد البشرية؟. لماذا أعلنت الحكومة عن 10000 منصب في قطاع التعليم؟ أليس للتوظيف لسد بعض الخصاص في هذا القطاع الحيوي والعمود الفقري لكل تنمية حقيقية وشاملة؟.
إن تدبير سياسة الدولة لا مكان فيها للعناد،  بل الدولة ترعى جميع مكونات المجتمع والقطاعات، وتعمل جاهدة على حلحلة جميع المشاكل لا العمل على تعقيدها، ففي البدء والمنتهى الدولة هي في خدمة المجتمع وليس العكس. إذن على السيد رئيس الحكومة تجاوز سياسة العناد المجاني والعمل بعقلية رجل دولة،  والتراجع عن مرسوم عدم التوظيف، وإعطاء الامل لهؤلاء الشباب الذين دخلوا في اعتصام إنذاري منذ الأمس في بعض المواقع وحتما سيتلوه أشكال احتجاجية ليست في مصلحة الحكومة ولا في مصلحة الوطن بصفة عامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق