الخميس، 31 ديسمبر 2015

التمثل وعلاقته بالعملية التعليمية

التمثل وعلاقته بالعملية التعليمية

 ''عن موقع -علوم التربية تؤطرني-


وضوع التمثل :


شكل من أشكال المعرفة , يقوم على أساس التواصل بين الفرد ومحيطه الاجتماعي .


من الآليات التي وفقها اكتساب المعرفة لدى الفرد والجماعة .


دراسة التمثل الهدف منه :


تحسين عملية التعلم والوقوف على عوائق ابستيمولوجية ( عائق : يحيلنا على الكيفية التي يجب أن نفهم بها بعض أخطاء التلاميذ وأنواعها , وبالتالي جعلها منطلقا لتعلمهم – عائق ابستمولوجي : كل ما من شأنه خلق عثرات أو حواجز أمام بناء المعرفة, حواجز قد يكون الموضوع مصدرها ) والتي تحول دون تطوير عملية التعلم هاته .


إن انشغال المفكرين بكيفية تحصيل المعرفة ونقدها وفحص أدواتها وجد مكانته داخل مختلف أنساق الفكر السابقة :


الفلسفة اليونانية – الفلسفة الإسلامية –الفلسفة الحديثة –


مفهوم التمثل :


في المجال السيكولوجي : كمرادف للصور الذهنية التي تم استحضارها إلى الذاكرة .


في المجال السوسيولوجي : ' 'دوركهايم'' أكد على الطابع التفاعلي للعملية المعرفية (الطابع الاجتماعي للتمثل) .


في المجال السيكوسيولوجي : القدرة على رصد الظواهر المعرفية والنفسية والاجتماعية بطريقة أكثر عمقا .



التمثل في مضمونه شكل من أشكال '' المعرفة الخاصة '' ...بمعنى نشاط ذهني خاص بالفرد الذي أنتجه ولكنه لا يتم إلا من خلال التواصل والتفاعل مع أفراد ومؤسسات اجتماعية.


التمثل يشكل نشاطا إبداعيا ينطلق فيه الفرد من مجموعة من المعارف والتجارب التي يقوم بإعادة بنائها وتحويلها إلى موضوع ذهني ,وهو ما يعني أن تمثلنا ليس مطابقا للواقع بل هو خاضع لتأويلاتنا الخاصة .


التمثل هو الكيفية التي يستعمل بها الفرد وبطريقة شخصية معارفه القبلية في وضعية معينة وأمام مشكل معين '' تعريف ديداكتيكي'' .



العملية التعليمية


العملية التعليمية هي ذلك الفعل المعرفي الذي يحدث من خلال التفاعل الحاصل بين الفرد ومحيطه , يعني أن الإنسان ومنذ القدم يسعى إلى معرفة الأشياء للسيطرة عليها والتمكن منها . تطورت هذه العملية لتأخذ بعد ذلك صبغة مؤسساتية حيث أصبح التنظيم متشعبا يضم مستويات متعددة تختلف باختلاف الوسائل والأهداف التي ترمي إلى تحقيق العملية , وهو ما يعكسه تنوع التيارات العلمية والنظريات المختلفة التي تتجه إلى تفسير الفعل التعليمي المنظم والآليات التي تكمن وراءه . ولتحديد العملية التعليمية من الضروري أن نميز بين ظاهرتين متداخلتين هما: - ظاهرة التعلم / - ظاهرة التعليم .


ظاهر ة التعلم:


يقصد بها العملية التي يتم بواسطتها اكتساب المعلومات والمهارات وتطوير الاتجاهات وبالتالي حدوث تغير ديناميكي داخل الفرد ينتج عنه تشكيل تمثل وتصور جديد عن الواقع من خلال تفاعل المعطيات الداخلية والخارجية ومن وعي الفرد هذا بمحيطه.


ظاهرة التعلم:


هو ذلك النشاط التواصلي الذي يهدف إثارةالتعلم وتحفيزه وتسهيل إمكانيات حصوله بشكل قصدي ومنظم .


فالتعليم والتعلم عمليتان متكاملتان خاصة وأن التعليم هو مجموع المواقف والأحداث المعقلنة والمخططة لتمهيد وتعزيز التعلم وتنشيطه لدا الإنسان .



العلاقة من خلال الخصائص المشتركة بينهما


قيام كل من التمثل والعملية التعليمية على أساس التواصل بين الفرد ومعطيات البيئة الخارجية – لا يمكن الحديث عن أي من هاتين الظاهرتين (التمثل / العملية التعليمية ) بمعزل عن التفاعل مع مجموعة من المواضيع الداخلية التي تؤدي إلى إنتاجها .
وجود تأثير متبادل بين التمثل والعملية التعليمية , ذلك أن التمثل الموجود لدى المتعلمين قبل بداية الدرس يتحكم في مسارالعملية التعليمية , في حين أن هذه الأخيرة تهتم بضبط أو تصحيح التمثل الذي يشكل عائقا أمام اكتساب المتعلمين للتصورات المطلوبة حول موضوع الدرس .


قيام العملية التعليمية في جوهرها على مجموعة من التمثلات باعتبارها أدوات بيداغوجية وديداكتيكية يمكن استثمارها لاكتساب المتعلمين تصورات معينة أو مهارات مرتبطة بموضوع الدرس .


واقع الممارسة التعليمية داخل الفصل الدراسي: إذا انطلقنا منها نجد أن التمثلات تشكل مقدمة ونتيجة للعملية التعليمية , إذ أن هذه الأخيرة تنطلق من تمثلات مختلفة حول موضوع الدرس تكون موجودة بشكل مسبق لدى المدرس من جهة والمتعلمين من جهة أخرى , لتصل في النهاية إلى الخروج بتمثلات معينة أو على الأقل بتصحيح التمثلات التي كانت موجودة في السابق لدى المتعلمين حول موضوع الدرس . وما الفهم الخاطئ أو الصحيح لدرس ما أو فكرة ما إلا نتيجة لعدد من التمثلات التي تدور في أذهان المتعلمين من جهة والمدرس من جهة أخرى , إضافة إلى نوعية التواصل الموجود بينهما .


انطلاقا من هذا الاعتبار يمكن القول , أنه إذا كانت التمثلات الأولية للمتعلمين واضحة ومعروفة , فإن الأوضاع الديداكتيكية ستكون مهيأة بشكل أفضل كي يتمكن المتعلم من تجاوز التمثلات المشوشة على العملية التعليمية , وهي شروط ضرورية على الأقل لبداية صحيحة لعملية التدريس .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق