الجمعة، 1 يناير 2016

المغاربة بين قرنين (20-21) : التحولات الثقافية الكبرى

المغاربة بين قرنين (20-21) : التحولات الثقافية الكبرى ـ حميد مجدي

عن أنفاس نت


التحولات الثقافية التي حدثت في المغرب ارتبطت بمحددين اثنين: التطورات الفكرية و السياسية و التقنية في العالم ككل و التي كان لها دور كبير في توجيه و تغيير نمط العيش و التفكير في المغرب و في البلاد العربية. ثم تطور و تفاعل العلاقات الثقافية و الاجتماعية و التاريخية و السياسية الخاصة بالبلد و التي أفرزت تحولات أنتجت مساهمة ما في تبادل التأثير مع التحولات الدولية، الغربية منها على الخصوص.
لقد عرف النصف الثاني من القرن الماضي و بداية هذا القرن ثورات متعددة المناحي، أحدثت تحولات سريعة و عميقة أثرت بشكل قوي على البشر و على كل أوجه الحياة. و هي تحولات لم يعرف لها التاريخ الإنساني مثيلا في القوة و السرعة و التأثير: و يمكن إدراجها في ثلاث أصول عامة متقاطعة و مترابطة فيما بينها:

1-    تحول سريع و أعمى
تطور العالم تقنيا بشكل سريع و غير مسبوق، و دخلت البشرية عصرا صناعيا لا ينفك عن التجدد. و بعد أن كانت تصبو- البشرية - إلى التحكم في الطبيعة و العمل على أن يعيش الناس بسعادة و رفاه، انقلبت الأمور على غير ما كان متوقعا. استقلت التقنية بالمدى الذي تتحكم فيه و تصل إليه. و أصبح "المخترعون و المتحكمون" في زمامها من علماء و ساسة و عسكر، مستلبين بها و مندهشين من اكتشافاتها و سحرها و تطورها الذي لا يمكن لجمه.  يقومون بما يفرضه عليهم التطور التقني في ارتباط مع التطور التجاري و الحروب و العولمة. لا شيء يستطيع أن يحد من الرغبة الجامحة في اكتشاف جديد و التعرف عليه و تجربته مهما كان مدمرا. و لا شيء يستطيع أن يحد التقنية من الاشتغال و من التطور و من الاكتساح. التقنية لا روح لها و لا إحساس. و العولمة فتحت الأبواب التي كانت موصدة على مصراعيها و هدمت الحدود و القوانين و الأخلاق المعرقلة لمجال تحركها، و أضحى العالم كله حتى أصغر قوة مجالا للعلم و التجربة و المراقبة و التحكم و الفوضى.

سيرة الفرح ـ قصة قصيرة


سيرة الفرح ـ نص : عبد المطلب عبد الهادي


جربنا الهمس والصراخ.. جربنا الصمت والكلام.. جربنا الضحك والابتسام..
 لم لا نجرب الفرح..؟
لعل أمام محرابه نندهش.. ننبهر.. ننفعل.. نعود لطفولتنا ونترك لإنسانيتنا أن تنساب شفَّافة تمحو ما علق بدواخلنا من ألم وحزن وانكسارات وخسارات.. ونفتح بالفرح للأمنيات كفا ترتاح على أعتابه البسمات.. ونطوي صفحات ذوات تُجيد احتراف الحزن..
الفرح.. ضدا على القهر والغبن.. ضدا على الألم والحزن.. 
الفرح.. حتى لا نفقد عادة الابتسام ولا نعطي للآتي فرصة أن يُسقط أسناننا ونحن نَعْبر الزمن الظالم..
الفرح.. فعلٌ للمقاومة..
الفرح.. لنعود أطفالا لا يطلبون الكثير.. قليلٌ يصبغ وجودهم بألوان البهجة والضحكات..
الفرح.. لعبة.. شكولاطة لذيذة يدوم مذاقها في الفم ساعات.. وساعات نحكيها ضحكات..
الفرح.. رقصة بريئة على إيقاع العفوية والبساطة..
الفرح.. كسوة العيد..
أول الهطل..
زقاق ضيق يمتد في القلب اتساعا يُرجع صدى الضحكات والكلمات والرقصات..
الفرح.. بساطةٌ ـ افتقدناها ـ كنا نجعل من حبة حكايات لا تحدها الحدود ولا الخرائط..
على كبرنا.. لم لا نجرب الفرح ؟
متى تنفرط سبحة الألم فينا.. وتنأى المطارات الحزينة والوداعات ودموع الاغتراب والألم.. وتتربع أميرةً ابتسامات الفرح على الوجوه والأفواه المزمومة خوفا أو جِدّا أو تقوى مصطنعة ؟
متى نمزق تذاكر السفر نحو الحزن.. ونشعل للفرح حضورا يُضيء المدى ويُضيَّق على الحزن خانات الألم والسواد ؟
متى ننسى أننا كبرنا والطفل فينا يريد أن ينفجر فرحا ؟
متى نرفع عن الطفل الذي بداخلنا مقاصل الوأد ونفتح الفضاء ممتدا على الفرح ؟
الفرح مهنة الصغار.. فلم لا نتعلم منهم فن الفرح ونفتح له أسبابا تُعيدنا للزمن الأول ؟
للفرح قيمة الحب نعرفه حين نعيشه لا حين ننتظره، لأن الفرح يُعاش.. لا يُنتظر..
هل نمشي للفرح أم ننتظره في محطة ؟
الفرح لا ينتظر.. وقلَّما يضرب مواعد الابتسام..
نحن الذين علينا أن نذهب إليه.. أن نبحث عنه.. أن نغادر المحطات البئيسة وننفجر فرحا..
للفرح حضور الضياء فلماذا لا نسكن الضياء ؟
لماذا لا نسكن الفرح ؟                            

عابرون في كلام عابر - شعر : محمود درويش

عابرون في كلام عابر - شعر : محمود درويش

ايها المارون بين الكلمات العابرة 
احملوا أسمائكم وانصرفوا 
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا 
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة 
و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا 
انكم لن تعرفوا 
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء 
ايها المارون بين الكلمات العابرة 
منكم السيف - ومنا دمنا 
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا 
منكم دبابة اخرى- ومنا حجر منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر 
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء 
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا 
وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا 
وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء 
و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء 
ايها المارون بين الكلمات العابرة 
كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن 
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة 
فلنا في ارضنا ما نعمل 
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا 
و لنا ما ليس يرضيكم هنا 
حجر.. او خجل 
فخذوا الماضي،اذا شئتم الى سوق التحف 
و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم 
على صحن خزف 
لنا ما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل 
ايها المارون بين الكلمات العابره 
كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا 
واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس 
او الى توقيت موسيقى مسدس 
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا 
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف 
وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة 
ايها المارون بين الكلمات العابرة 
آن ان تنصرفوا 
وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا 
آن ان تنصرفوا 
ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا 
فلنا في ارضنا مانعمل 
ولنا الماضي هنا 
ولنا صوت الحياة الاول 
ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل 
ولنا الدنيا هنا...و الاخرة 
فاخرجوا من ارضنا 
من برنا ..من بحرنا 
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا 
من كل شيء،واخرجوا 
من مفردات الذاكرة 
ايها المارون بين الكلمات العابرة!..

المدرسة المغربية : عندما تغيب الثقافة العلمية ـ طويل حسن

عن أنفاس نت



يمكن تعريف تقدم المجتمعات ،  باعتباره سيطرة العلم على ثقافتها بمفهومها الشمولي . اي يصبح العلم  مرجعية اساسية في انتاج الافكار والاراء والسلوكات بالنسبة "للمواطنين" المكونين لها. فمن ضمن العوامل الأساسية التي ادت الى تقدم المجتمعات الغربية هو تحالف موضوعي بين انتصارات العلم على الايديولوجية المهيمنة من جهة، والطبقات الاجتماعية التي حولت هذه الانتصارات الى وقود اجتماعي وسياسي للتغيير من جهة اخرى .العلم الذي نقصده ليس مجرد نظريات وقوانين تقنية، بل نمط تفكير يعتمد على منهجية التفكير العلمي المبني على  دياليكتيك بين النظري المنطقي البرهاني الرياضي ، والواقعي التجريبي . و المعتمد على مبادئ مثل الروح النقدية والنسبية والموضوعية . ان المتأمل للثقافة المهيمنة في المغرب ، سوف يلاحظ شبه غياب لآليات التفكير العلمي حيث تسود اضطرابات على مستوى منهجية التفكير و تصبح الانفعالات في غالب الاحيان الصانعة للمواقف والسلوكا ت، فتتغيب العقلانية و الحقيقة الموضوعية النسبية، ليحل محلهما التفكير الخرافي و الحقيقة الذاتية المطلقة ؛ "فاول ما يطالعنا في اضطراب منهجية التفكير في الذهنية المتخلفة هو سوء التنظيم الذهني في التصدي للواقع .تقترب الذهنية المتخلفة من الواقع و تتعامل معه دون خطة مسبقة ذات مراحل منطقية واضحة سلفا .حيث تسود الفوضى و التخبط وانعدام التماسك"( مصطفى حجازي ، سيكولوجية الانسان المقهور ) . العجز على التملك  المعرفي للذهنية المتخلفة للواقع، وصعوبة التكيف مع احداثه "يجعل الانسان المتخلف يغرق في تيار جارف من الانفعالات ، حيث  يفقد السيطرة على الواقع ويدفع به الى الارتماء في التفكير الخرافي و الغيبي"(نفس المرجع السابق).

مفهوم الانخـراط من خلال دراسة باتريك بـومار ـ



مفهوم الانخـراط من خلال دراسة باتريك بـومار ـ يـاسين إيزي


عن أنفاس نت

سنحاول في هذا المقـــال التطرق لمفهوم "الانخـراط/ L’implication"، بالاعتماد على الدراسة التي أنجزها البيداغوجي الفرنسي Patrick BOUMARD ، فعرضنا سيكون بمثابة قراءة في قراءة، أي قراءة للدراسة التي أقامها باتريك بومار لمفهوم الانخراط بمنهجها و إشكالاتها و كذا مفاهيمها. بالتالي و من الناحيـة المنهجيـة كان لابد لنا من الإحاطـة بمفهوم الانخراط من الناحية الدلالية/اللغوية لا لشيء إلا من أجل تقريب الصورة و من تم الانفتاح على الدلالة الفلسفية و التربوية التي يحملها، من هنا سيأتي مقالنا على مجموعة من المحطـات النظرية و التي هي كالآتي:

كل عام و أنتم طيبون


السلام


السلام بلغة الاطفال