الاثنين، 26 ديسمبر 2016

حب الشجرة


اجمل نشيد مغربي نريد السلام في عالمنا اناشيد تربوية


الحداثة المعرفية‏: مركزية العقل الإنساني المكتبة العامة



تفهم الحداثة بالمعني الأوسع علي أنها تنوير العقل‏.‏ فالعقل هنا يحتل سلطة مركزية‏,‏ لا في الفكر فقط‏,‏ وإنما في تأسيس نظم المجتمع‏.‏

ولذلك يمكن القول ببساطة أن مشروع الحداثة هو مشروع عقلي, لا يستقيم نظام, ولا ينتظم أداء أو ممارسة, إلا وكان العقل هو الأداة المحركة. وفضلا عن ذلك فقد قام العقل بدور في نقل المجتمع من حالة الجمود والاستكانة, حيث التقاليد الجامدة تعمي البصائر وتطمس العقول, إلي حالة الانطلاق نحو الآفاق الرحبة لعقل يبدع ويتأمل وينتج أفكارا تسهم في تأسيس تعاقد اجتماعي يقوم علي إرادة الإنسان الجمعية, وعلي مركزية الفرد الحر الطليق القادر علي الفعل المختلف, وعلي بلورة ثقافة للحرية والمساواة والمواطنة, وعلي تكوين نسيج للحياة مغزول حول العقل.

ولم تكن هناك عملية أصعب من بناء هذا النسيج الحياتي. فقد استغرق الأمر أكثر من ثلاثة قرون لكي يضيء نور العقل ليهزم الخرافة واستلاب القدرة الحقيقة علي الفعل. ولقد كانت نقطة الانطلاق إلي ذلك جملة مفيدة; أصبحت تعبر رمزيا عن حضور العقل: أنا أفكر فأنا أذن موجودcogitoergosum. لقد نسج ديكارت(1596-1650) حول هذه الجملة منهجا جديدا, لا للفكر فقط بل للحياة أيضا. فلم يعد العقل في المنهج الديكارتي أداه للبحث المطلق عن الحقيقة فقط, بل أصبح أيضا أداة للوجود; فالوجود يكون منقوصا إذا لم يرتبط بالقدرة علي التفكير. يبدو العقل هنا وكأنه القادر علي بعث الوعي الوجودي من مكمنه, فيصبح للوجود معني, طالما هناك ذات مفكرة تحرس هذا الوعي الوجودي وتزيده انبعاثا. وإذ يبزغ العقل الديكارتي في فرنسا, يبزغ عقل من نوع آخر في انجلترا. هنا ينحو العقل في بلد الثورة الصناعية إلي فهم الواقع علي قواعد علمية وتجريبية. فيدعونا فرانسيس بيكون(1561-1626) بقوة إلي أن نطرح خلف ظهورنا الأوهام التي تعوق الفكر وتعطله( والتي أطلق عليها أوهام الجنس والكهف والسوق والمسرح) وتحوله إلي فكر بعيد عن موضوعية العقل وحياده. فإذا كان المجتمع يتحول إلي مجتمع جديد, فإنه بحاجة إلي’ أورجانون جديد’, إلي قواعد جديدة للتفكير تسمو بالعقل وتجعله قادرا علي الترفع عن التعلق بالجنس أو المكان أو الأقوال السائرة الدائرة غير الموثوق بصحتها أو الأقوال المأثورة التي لا تقبل الجدل. وأكاد أفهم هذا المنحي الفكري الجديد لا علي أنه دعوة إلي تدقيق التجريب والبحث فحسب, بل أنه دعوة إلي عمومية العقل ومن ثم عمومية القيم الإنسانية أيضا. فالعقل الباحث عن الحقيقة لا يحده مكان ولا زمان, ولا أطر ثقافية خاصة, بل هو عقل لا يحده إلا قواعد المنطق وقوانين التجربة.

وإذ ينتشر المنهج الديكارتي ومبادئ الأورجانون الجديد في أنحاء المجتمعات الغربية, التي تصبوا إلي الفكاك من ربقة التقليد والتقديس والجمود, فإنه ينتج نماذج فكرية هنا وهناك تعمل في النهاية علي أن يصبح العقل سند الحداثة الأول الذي يضعها علي جادة الحق والصواب. وقد كان كانط(1724-1804) من أهم الفلاسفة الذين ساهموا في هذا المسعي الفكري النبيل. فالعقل قادر علي بناء مفاهيم خالصة يمكن من خلالها أن ينظم الواقع الحسي وأن يخضعه للتجربة; إنه المنظم الأول للحياة المادية المحسوسة ولخبرات التجربة. وهو إذ يعارك الحياة يتحول إلي عقل عملي ينتج القيم الأخلاقية والأخلاق المهنية, وإذ يعارك الذات الفردية فإنه ينتج أحكاما جمالية تستقيم ومنطق العقل والأخلاق. يتحول العقل عبر تجلياته المختلفة العقل الخالص والعقل العملي وملكات الحكم الجمالي إلي عقل حاكم منظم للحياة والخبرة.

وإذا كان كانط قد حول العقل إلي سلطة حاكمة تتدرج عبر سلم, يبدأ من المنطلقات الكلية وينتهي بالأحكام الجمالية مرورا بالمنطلقات العملية, فإن هيجل قد منح العقل سلطة النفي. فالفكرة تعاند الفكرة, وتدخل في تناقض معها, بحثا عن تآلف فكري جديد, في سعي دائم نحو الكمال المطلق. دعوة جديدة لأن يشمر العقل عن ساعديه, فلا يركن إلي الخمول والكسل, بل يجادل ويرفض وينتقد ويشك ويعاند, لا من أجل الجدل والرفض والنقد والشك والعناد, بل من أجل السعي نحو غاية مطلقة, نحو قيم عليا, نحو الروح الكلية أو قل العقل الكلي الذي يلم وشائج المجتمع ويصبوا به إلي الكمال. وفضلا عن هذا فإن النقد( النقض) يولد قدرة انعكاسية للعقل, تجعله يمتلك المكنة لكي يتأمل ويراجع, ولا يركن أبدا إلي صيغ جاهزة وأطر مستكينة, ولا شك أن هذا التأمل الانعكاسي يصب في النهاية في العملية الكبري للعقل: أعني البحث عن الكمال والاكتمال.

ومن نافلة القول أن نؤكد علي أن الارتفاع بالعقل والعقلانية في الفكر الحداثي الأوروبي قد ساهم مساهمة كبيرة في تحويل المجتمع لينفك عن ربقة الجمود والتخلف إلي الأفق الرحب للحداثة. فمن الناحية السياسية كان هذا الاتجاه إلي مركزية العقل دافعا إلي بناء النظريات السياسية للعقد الاجتماعي. إن فكرة التعاقد الاجتماعي علي مختلف تجلياتها عند توماس هوبز(16791588) وجون لوك(17041632) وجان جاك روسو(17781712) ما هي إلا دعوة لكي يتأسس النظام السياسي علي سلطة مستقلة وحيادية; الدولة المهيمنة أو السلطة المطلقة( هوبز) أو القانون( لوك) أو الإرادة العامة( روسو). وأكاد أفهم هذه السلطة السياسية المستقلة علي أنها سلطة تناظر سلطة العقل المستقل الحيادي. وأحسب أن هذا الفكر هو الذي قاد إلي الثورة الفرنسية التي كانت رمزا للتحرر السياسي في أوروبا, بل وفي العالم. ومن الناحية الاقتصادية فقد ساهمت الفلسفة العقلية في بلورة الاسهامات السوسيولوجية التي أعلت من شأن التفكير العقلاني والرشد, واعتبرت الفعل الرشيد القائم علي حساب الوسائل والغايات نموذجا مثاليا للفعل. قد نسترجع هنا اسهامات ماكس فيبر عن العقلانية ودورها في بناء المشروع الرأسمالي, وعن الفعل الرشيد مقارنة بالأفعال التقليدية وغير الرشيدة, وعن السلطة القانونية مقارنة بالسلطة التقليدية والسلطة الكاريزمية. كما قد نسترجع أراء باريتو(19231848) حول الفعل المنطقي والفعل غير المنطقي. وهي أراء استدمجت في علم الاجتماع المعاصر وأصبحت جزءا لا يتجزأ من المشروع الحداثي الرأسمالي.

ورغم أن العقل والعقلانية قد شكلا معا أساسا قويا لبناء المشروع الحداثي الأوروبي, الذي أصبح المشروع الأكثر سيطرة في عالمنا المعاصر, نقول رغم هذا, إلا أنه ينبغي علينا أن نستدعي ونحن نختتم هذه المقالة ما آل إليه المشروع الحداثي الغربي من مشكلات نجمت عن طموحه المادي غير الملجم, ونزعته الاستهلاكية الفجة, وميله إلي التمركز حول العقل الأوروبي; الأمر الذي أفرز انتقادات عديدة للنزعة العقلانية المفرطة ربما نعود إلي الكتابة عنها فيما بعد.

تعرّف على معاني الألوان ودورها في عملية التلاعب بعواطف جمهور السينما – إعداد: أحمد صهريج

المكتبة العامة



قد يستهوي أحد صانعي الأفلام اللون الأحمر، بينما يفضل آخر أن ينقر على مشاعر الجمهور ليثير رد فعل بدائي لما يُعرض أمامه من صور في المشاهد.

تقوم السينما بإثارة المشاعر بأساليب قد لا تدركها، وإنشاء كل لقطة على حدى في الفيلم هو أمر غاية في الصعوبة، كالأفكار التي تحتويها هذه اللقطات. سواء كانت خيار جمالي يصنع بالألوان أو الأثاث الذي يملأ الكادر، من خلالها تستطيع الألوان التلاعب بعواطف المشاهدين بدرجات مختلفة من الوعي واللاوعي.

من البديهي أن تحمل الألوان الكثير من المعاني المختلفة، وتستخدم بعدة طرق أيضاً، ولا يوجد طريقة خاطئة وأخرى صحيحة لاستخدام اللون الأزرق، الأخضر، البرتقالي…الخ. لكن استخدام أسلوب فريد وجذاب لإثارة مشاعر المشاهدين من خلال توظيف الألوان هو التحدي الحقيقي.

فلنطلع على الرموز التي نحملها بعض الألوان، والمشاعر التي تستثيرها:

الأحمر:

من فيلم Ex Machina

من فيلم Ex Machina

تتفاوت المعاني التي يحملها اللون الأحمر، لكن لا يمكن الانكار أنه أحد أقوى الألوان المستخدمة في الشاشة. من جهة، يستخدم هذا اللون في إظهار العدوان، العنف، والغضب.

فكما نرى في الصورة بالأعلى، يغوص فيلم ”إكس ماشينا“ لـ”أليكس غارلاند“ في عالم الشر، اللون الأحمر هو الطاغي على المشهد، وينتقل المشاهد إلى مرحلة جديدة ويقدم إشارة منبهاً الجمهور أن حدثاً هاماً على وشك أن يحصل.

من فيلم 2001: A Space Odyssey

من فيلم 2001: A Space Odyssey

ويعتبر ”ستانلي كوبريك“ خير من أتقن هذا الأسلوب بفضل ولعه بالألوان، وأوضح مثال على الاستخدام العدواني للون الأحمر كان في فيلم ”2001: A Space Odyssey“، عندما يحاول ”دايف“ تعطيل الحاسوب ”هال“ من داخل وحدة المعالجة، فيُصور وضع الغرفة المملة على أنه جهنمي وسينتهي بكارثة، وهذا الشعور المروع والمحتوم بالموت الوشيك سيبدو مفقوداً لولا استخدام ”كوبريك“ للون الأحمر. ومن جهة أخرى، يمكن أن يمثل هذا اللون مشاعر الحب الشغف.

البرتقالي:

من فيلم Beasts of No Nation

من فيلم Beasts of No Nation

على الرغم من أنه يرتبط بالدفء، الطاقة والمرح، يمكن للبرتقالي أن يمنح شعوراً بالحذير والتنبيه، ويرتبط هذا اللون في الديانة الكونفوشيوسية بالتحوّل. والصورة الأعلى المقتطفة من فيلم ”Beasts of No Nation“ تظهر البطل بشكل مختلف تماماً، ويكاد يكون كائن غريب يمر عبر الخنادق البرتقالية المظلمة.

من فيلم Mad Max: Fury Road

من فيلم Mad Max: Fury Road

والجو العام لفيلم ”Mad Max: Fury Road“ يطغى عليه صبغة برتقالية تخدم إسهاب الشعور الإيحائي، الأجرد، الميؤوس منه واللانهائي المشابه لبيئة المريخ، ينقل المشاهد إلى عالم آخر من الفوضى المتتالية.

الأصفر:

من فيلم Hotel Chevalier

من فيلم Hotel Chevalier

يحاكي اللون الأصفر مشاعر السعادة والاسترخاء، كما أنه يعبر عن الغيرة والخداع. ويشتهر ”ويس أندرسون“ باستخدامه لهذا اللون، وصممت هذه اللقطة من فيلم ”Hotel Chevalier“ لتعكس الهدوء والسلام التي تكافح الشخصية لإظهارهما.

من فيلم Birdman

من فيلم Birdman

يطغى اللون الأصفر على الغرفة في هذا المشهد الذي تستخف فيه شخصية ”إيما ستون“ من الشخصية التي يمثلها ”ميشيل كيتون“ في فيلم Birdman، فكل غرض من المشهد تقريبا يحمل اللون الاصفر، من شعر الممثلة الى الكرسي الذي يقبع بجانبها. هذا اللون الاصفر الزائد ينقل الاحساس بالخطر والحكم على الغير وتأكيد الذات.

بحلول نهاية هذا الصراع العاطفي، يشعر المشاهد بأن مشاعر ”مايكل كيتون“ قد تمزقت الى اشلاء، وتعكس الغرفة احساسه بالحرج والخجل.

الاصفر هو لون مميز وطاغ بحد ذاته، فتكوين مشهد كامل من هذا اللون يكون دائماً بيانا صريحاً من المخرج، وفك رموز هذا البيان يرجع للمشاهد.

الأخضر:

من فيلم The Machinist

من فيلم The Machinist

في فيلم ”The Machinist“ تنتشر الدنيوية والتكرار اليومي الممل مع الألوان الكئيبة والغير حيوية. وانتشار اللون الأخضر يعمل على توطيد الرتابة والملل، كما يمكن ملاحظته في فيلم ”The Matrix“ أيضاً.

من فيلم Gravity

من فيلم Gravity

ولهذا اللون أيضاً القدرة على بثّ الحياة لدى الشخصية والجمهور، والدرجة الفاتحة منه تعطي احساساً بالبداية الجديدة والنجاة. ففي نهاية فيلم ”Gravity“ تخرج ”ساندرا بولوك“ من الماء ويظهر أمامها كادر ينتشر فيه اللون العشبي الفاتح، ومحيط مفعم بالأوكسيجين، وهذا يرمز حتماً لبداية جديدة.

الأزرق:

من فيلم Midnight Special

من فيلم Midnight Special

الولاء، الطاعة والتعجب الطفولي، كلها تتألق في فيلم الخيال العلمي ”Midnight Special“. الشخصية الرئيسية فريدة من نوعها، ومكسوة باللون الأزرق من الرأس إلى أخمص القدم، حيث يتناغم هذا اللون مع الأفكار الإيجابية، ويجسد البراءة والنقاء.

من فيلم There Will Be Blood

من فيلم There Will Be Blood

وفي فيلم ”There Will Be Blood“، يكتشف البطل في هذا المشهد أنه يقف أمام واقع صعب، محاصر بالوحدة، ومدرك تماماً أنه وحيد فعلياً.

من فيلم Only God Forgives

من فيلم Only God Forgives

وفي فيلم ”Only God Forgives“، يزداد انفصال البطل عن الواقع مع تتالي الأحداث، وينفصل هذا المشهد الموضح في الصورة عن بقية المشاهد التي طغى عليها اللون الأحمر، ويستخدم ”رايان جوسلينغ“ اللون الأزرق الفاتح ليظهر الشخصية منعزلة عن الواقع. إن تخصيص هذا اللون الغير مألوف بالنسبة لباقي مشاهد الفيلم هو طريقة مثالية لإظهار صفات الشخصية الانفصالية.

الأرجواني:

من فيلم Lost River

من فيلم Lost River

وبالحديث عن ”رايان جوسلينغ“، يتميز عمله الأول ”Lost River“ بأنه أحد أكثر مداخل الشخصيات فتنة وإثارة. حيث تتجلى هذه الفتنة بالخلفية الأرجوانية. يمنح هذا اللون انطباعاً غامضاً ويترافق غالباً مع الغموض والترف، ومعظم هذه السمات مطبقة بأساليب مختلفة في هذا الفيلم.

الوردي:

من فيلم The Grand Budapest Hotel

من فيلم The Grand Budapest Hotel

يحمل اللون الوردي لمتجر المعجنات في فيلم ”The Grand Budapest Hotel“ الكثير من الدلالات، فالرومانسية الطفولية بين الشخصيتين واضحة، والأزياء النموذجية داعمة ومثمرة، والمحيط المليء بالصناديق الوردية، وازدهار الحب العذري هو العنوان العريض للمشهد.

من فيلم It Follows

من فيلم It Follows

وفي فيلم ”It Follows“، يفتتح الفيلم بالشخصية الرئيسية التي ترتدي زي وردي، والغرفة مليئة بهذا اللون. يوحي هذا اللون بالبراءة والطهارة، وبعد تتالي الأحداث المخيفة، تختفي البراءة عند الشخصية، ويختفي اللون من اللباس والإضاءة في آن واحد.

باختصار:

البنفسجي، القرمزي، الأحمر أو الوردي، كل هذه الألوان قد تحمل معاني الحب، الرومانسية والشغف، وقد تحمل سمات ومعاني أخرى، فالإجماع والفهم العام يميز دلالاتها ومعانيها.

الخيار الذي تتخذه كصانع أفلام بأن تستخدم أو لا تستخدم الألوان بعملك هو أمر يعود إليك، فلا يوجد طريقة صحيحة وأخرى خاطئة لإظهار الحزن، السعادة أو الخوف.

مهما يكن، هناك درجات معينة من اللاوعي للمشاعر الخام التي يمكن استثارتها لدى جمهورك إن أحسنت اختيار الألوان وكأي خيار في الإنتاج، كن متأكداً أنه يخدم العمل ويستقطب الجمهور.