الثلاثاء، 19 يناير 2016

زلزال اقتصادي وسياسي من العيار الثقيل.. لماذا هبطت الأسعار وسعر البترول من يقرره؟ ومن الخاسر والرابح؟



د.عبد الحي زلوم

سألني الكثير من الاصدقاء أن أعلق على تدهور اسعار النفط،  خاصة أني قضيت أكثر من نصف قرن في عالمها العربي والدولي مستشاراً. كان سبب ترددي هو تشعب الموضوع وصعوبة اختزاله في مقال جريدة، لكنني اخيراً قررتُ أن احاول وأختصر.

فالنبدا أولاً بمن الذي يقرر أسعار النفط؟

بعض الهواة أو المغرضين أو الجهلة يذهبون شرقاً وغربا في تفسيراتهم والجواب بسيط: انها الولايات المتحدة فقط لاغير. حتى سنة 1970 كانت  الولايات المتحدة مصدرة للنفط وأصبح انتاجها يساوي استهلاكها فقط  في تلك السنة . كانت تحافظ على فائض في مقدرة انتاجها بحدود 3 مليون برميل يومياً ، تزيد الانتاج متى ارادت تخفيض السعر وتخفض الانتاج عندما كانت تريد رفع السعر.  فقدت هذه الميزة عندما أصبحت مستوردة للنفط من 1970 إلى يومنا هذا. وتم إعطاء هذا الدور المرجح كما يسمى  إلى السعودية. (تُنسِّق) الولايات المتحدة مع العربية السعودية للسيطرة على اسعار النفط . عن هذا الدور قال أحمد زكي اليماني وزير النفط السعودي الأسبق مفتخراً:

المسايرة الاجتماعية وإعاقة التجديد التربوي

 ـ الزبير مهداد:  أنفاس نت


مجتمعنا التقليدي يمارس ضبطا لمراقبة سلوك أفراده، لتأكيد خضوعهم لمعاييره ونظمه المتوارثة وعاداته وتقاليده، وبواسطة عملية الضبط يفرض المجتمع قيوده على السلوك الفردي والجماعي لجعله مسايرا لهذه التقاليد.
فالمجتمع يتوسل بالضبط في مراقبة أفراده ووظائف مؤسساته والتحكم فيها، ويعتمد الضبط الاجتماعي على التفاعلات الاجتماعية والتقاليد التي تقنع المرء بالتزام قيم المجتمع وقوانينه؛ وذلك بناءً على الانتماء إلى الجماعة، إلى جانب دور عمليات التطبيع الاجتماعي منذ الصغر، وتعوُّد قِيم الطاعة، وعادة ما يكون الجزاء الاجتماعي على هذا النوع من الضبط الاجتماعي جزاءً معنوياً، بمعنى أن الانحراف عن قِيم المجتمع، يقابله بنوه بالنبذ والاستهجان، أو البعد عن غير الملتزمين.
ويعتبر العنف التربوي، ظاهرة سلوكية سيئة التي تساهم المسايرة الاجتماعية في ترسيخها في الجسد الاجتماعي وإدامتها في الحياة المدرسية.
المسايرة الاجتماعية
لفظ العنف التربوي يعني في هذه المقالة استخدام العقاب البدني خلال عملية التواصل التربوي في العملية التعليمية، ففي الوسط المدرسي هناك اتجاه إيجابي نحو استخدام العقوبة لدى كثير من المعلمين، وعلى الرغم من أن بعض المعلمين يدركون التأثير السيئ للعنف التربوي، ومع ذلك، فإنهم لا يمتنعون عن توجيه الأذى البدني والنفسي للأطفال، بالضرب، أو التحقير والشتم والسب أو غيره، بالرغم من أن التنظير التربوي يدعو إلى تجنب هذه الممارسات، بل منعها، وبالرغم من نتائج الأبحاث وخلاصات الدراسات الحقوقية والتربوية السيكولوجية التي تبرز مخاطر العنف على الأطفال.
إن انتشار العنف على المستوى المجتمعي يجعل منه نمطا سلوكيا يفرض نفسه بقوة على الحياة المدرسية، على الرغم من تعارضه مع النظم التربوية المعمول بها، ومع قواعد التشريع الاجتماعي، ولكن حتى يصبح هذا العنف مشرعنا، تنشأ ثقافة فرعية داعمة له، تبرره وتجيزه، بل وتدعو له. فلا غرابة أن يقوم معلم على صفحات جريدة يومية، يشكك في موضوعية وعدالة القانون الذي يمنع الضرب في المدارس، في الوقت الذي ينتشر فيه هذا الضرب في إطار الأسرة، ويتساءل لماذا نحضر على المعلم في المدرسة ما هو متاح في الأسرة، ويضيف إن الطلاب مشاغبون ولا يمكن بالتالي للمعلم أن يتخلى عن العنف كأداة لتطويع التلاميذ.[1]
ضغط الجماعة يقوي المسايرة
إن الجو التربوي العنيف السائد في المجتمع يوقع المعلم الضعيف في شراكه، فالمعلم يلجأ إلى استعمال العنف لأنه يقع تحت تأثير ضغط جماعة المعلمين الذين يشعرونه بأنه غر عديم التجربة، وأن العنف هو عادة ومعيار المؤسسة؛ وأن التلاميذ لا يمكن التعامل معهم إلا بتلك الصورة، هذا الحكم المحبط، يتناقله المعلمون المحبطون، ويدعمونه بما تروجه الثقافة السائدة من أمثال، مثل: (جاه سكاد لمغازل، العصا من الجنة، من علمني حرفا صرت له عبدا، من أراد أن يغيض عدوه فلا يرفع العصا عن ولده)، وغير ذلك من العبارات والأمثال المحبطة. ولا يجد المعلم، مناصا من الرضوخ لضعط الجماعة ومسايرتها.
فالحاجة إلى الانتماء، تحتم على المعلم، الجديد على وجه الخصوص، الانخراط في جماعات وتنظيمات مهنية ونقابية واجتماعية وغيرها، وأهم جماعة مؤثرة في حياته المهنية، هي جماعة المعلمين الذين تربطه بهم علاقات الزمالة المهنية، والظروف المتشابهة، والغاية المشتركة والاهتمامات والمشاكل المتداولة. والمؤسسة التي يشتغل بها هي التي تحتضن الجماعة، كما تتواجد في الهيئة النقابية التي تزيد من لحمة انتمائه لها، بينما ينتشر أفرادها في كل المجتمع، يخترقون الحياة الاجتماعية، ويشاركون فيها بقوة، ويبصمون أنشطتها وفعالياتها.
بالرغم من أن الأفكار التي يحملها المدرسون قد تتباين بحسب عمر كل واحد، وثقافته الفرعية، وتكوينه الأكاديمي، وغير ذلك من العوامل، إلا أن هناك دوما أفكار ونوازع وحاجات كثيرة يلتقون عندها ويلتفون حولها، فالضرورة تقتضي من المدرس أن يخضع للجماعة ويسايرها لينال رضاها، ولو تطلب الأمر التنازل عن مبادئه وأفكاره وقناعاته واستبدالها بأفكار الجماعة ومبادئها.
إن الإكراه المؤسساتي يجعل المعلم نفسه عرضة للسخرية والتهكم حين يحاول تطبيق النظريات الحديثة في أدائه التربوي.
لقد دلت الملاحظة، أن أغلب المدرسين الشباب الذين يتميزون بدرجة عليا من الحماس، يحاولون ممارسة وتطبيق وتجريب أحدث النظريات التربوية، ولكنهم سرعان ما يتخلون عن أفكارهم. فكل ما تلقوه من دروس في مدرجات الجامعة، أو خلال التدريب، وكل ما قرأوه من تشريعات وتعميمات، أضحى لا قيمة له، بل أنمحى واندحر وانهزم وتلاشى، أمام مبادئ الجماعة وأفكارها وثقافتها، بفعل الضغط الذي تمارسه هذه الجماعة المرجعية. فمسايرة الجماعة تتطلب من الفرد التخلي عن مبادئه وسلوكه ومعتقداته، واستبدالها بأخرى بديلة يفضلها أشخاص آخرون، حتى لو كانت الأفكار والمبادئ البديلة خاطئة أو متخلفة؛ كشرط ضروري للاستجابة وفقا لعادات الجماعة ومعاييرها.
ضعف التكوين يقوى المسايرة
   إلى جانب عامل الضغط الاجتماعي، فإن سلوك المسايرة يقوى لدى المدرسين ضعاف التكوين، فضعف التكوين، يترتب عنه غموض المواقف التي يواجهونه في حياتهم المهنية، وقلة الثقة بمعلوماتهم. يزداد اعتماد الفرد على أعضاء الجماعة وعلى ما لديهم من معلومات ومسايرتهم فيما يذهبون إليه من أحكام
ومع العزوف عن القراءة، وبدل الإقبال على الثقافة المكتوبة، يكتفون بتداول الثقافة الشفهية التي يؤدي ترويجها إلى الامتزاج بالخطأ، والتحلي بصفات الثقافة السائدة الخرافية الغيبية المتخلفة. لذلك لا يمتلك هؤلاء المعلمون وعيا تربويا سليما بالطرق الصحيحة للتعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة، فيكتفون بتناقل ما هو سائد في أوساطهم من أساليب واتجاهات التنشئة، وهي غير سوية، وتتم عملية النقل بتأثير الضغوط الواقعة من الجماعة المرجعية التي تلزمهم بمسايرتها، بمحاكاة الراشدين المحيطين بهم من آباء وأمهات وزملاء، ويدعمه الإيحاء الذي يمارسه عليهم الآخرون بفعل التعيير والمقارنة والمأثورات الشعبية التي تكرس الاتجاهات التربوية التقليدية السائدة[2]
إن ضعف كفاءة المعلمين المهنية تعتبر عاملا هاما يزيد من احتمال مسايرتهم، فحينما يشعر الناس بعدم الكفاءة أو قله قدرتهم عن باقي أفراد المجموعة أو حينما يشعرون بالحيرة الناتجة عن عمل مبهم غامض أو صعب فإنهم يميلون إلى الاستسلام إلى أحكام الجماعة.
أهمية الحداثة التربوية وتعميق تكوين المدرس
أدى استحكام كثير من العوامل إلى دخول المجتمع في حالة التاريخ الآسن، حيث تصبح العادة والتكرار هي الفضيلة، بدلا من التغيير والتحول والنماء[3].
إن كثيرا من التصورات التقليدية المحافظة الرجعية لدى العاملين في الحقل التعليمي ناشئة عن المسايرة الاجتماعية، ولا علاقة لها بما تعلموه في الجامعة أو مركز التكوين، وهذه التصورات السلبية تشكل مراكز مقاومة التغيير، فهناك دوما تمثلات وأحكام نمطية سائدة، تحرم التلاميذ من حقوقهم في التعلم الآمن، وتضيق عليهم بأساليب شتى وطرق متنوعة، تشوه تنشئتهم، وتحرم المجتمع من أي فرصة للتغيير والتطور.
إن مسايرة الثقافة الاجتماعية السائدة، لا تساهم في تحقيق التجديد الاجتماعي، فالعمل المطبوع بالمسايرة لا يغير شيئا، ولا يعبر عن وجهات النظر المختلفة التي تحملها الثقافة المضادة التقدمية المبشرة بالتغيير، والتي تعبر عن اتجاهات الرفض المنتشرة في أوساط المثقفين المبدعين والثائرين السياسيين، وتدخل في صراع مع الثقافة السائدة.
إن التحديث ونظمه يؤدي إلى ارتقاء المشاعر الإنسانية، فتعميق تكوين المعلمين، أفضل من إنتاج نصوص جديدة تحرم العنف، والتي قد يؤدي اللجوء إليها إلى نتائج عكسية، فهي ليست الوسيلة الوحيدة الناجعة في محاربة العنف وتحسين أساليب التربية، لأنها لا تؤدي إلى مسح آثار التنشئة التي خضع لها الفرد طيلة حياته، فالاعتماد على القانون قد يؤدي إلى العكس، رغبة في التحدي، وإثباتا للذات.
فالقضاء على العنف قد يتحقق من خلال التوعية الطويلة الهادفة والمستنيرة.
[1] عزة بدر، أطفالنا وثقافة العنف، مجلة العربي عدد 525 (غشت 2002)
[2] القرشي، عبد الفتاح: اتجاهات الآباء والأمهات، حوليات كلية الآداب، جامعة الكويت، 1986، ص 73
[3] الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية: تقرير التنمية الإنسانية العربية، سنة 2004 ص 142

ملتقى المهارات الأول لليافعين

جمعية الشعلة للتربية و الثقافة بخريبكة

تستعد جمعية الشعلة للتربية و الثقافة بخريبكة لتنظيم ملتقى المهارات الأول لليافعين بدار الشباب الزلاقة خلال الاسبوع الأول من عطلة السنة الدراسية الممتدة ما بين 24 يناير 2016 إلى 7 فبراير 2016 . و من خلال  البرنامج المسطر يتضح أن الملتقى سيحول دار الشباب الزلاقة إلى فضاء رحب يتسع ليافعي الفرع من أجل الاستفادة و المتعة   حيث   يتضمن البرنامج  أنشطة غنية و متنوعة تجمع بين التكوين و الترفيه :  ألعاب و رشات في السينما و المسرح....   و قد اختير شعار "  التكوين المستمر مدخل لبناء شخصية الطفل "لهذه التظاهرة المتميزة 
برنامج الدورة


الاثنين، 18 يناير 2016

لماذا ترغمون الشعب على دفع فاتورة فسادكم..!!؟


عبد الهادي بهيج



عجبا لقرارات التنكيل الذي يستبيح عنفوان الحلم ويكرس طابور الانتظار إلى حين....!!؟ عجبا لتواتر مشاهد الصلف المقرونة بإصدار العدد الجديد من مجلة الاستهتار بكرامة البسطاء و التلويح بشارة إصلاحات ملغومة تتغنى بترانيم القساوسة..!؟وطهرانية المساجد المستعارة....!؟ وكأننا خلقنا لنترنح على حبال الأفاقين الفاسدين بين دروب الوطن......وكأننا وجدنا لنتربع على عرش أرقام المعتوهين لترسيم حدود أمكنتهم وشرعنة تدابيرهم الخارجة عن الزمن التاريخي...!؟!! أصبحنا نتوسل متاهة الزمن ، علها تهب مسرعة للانقضاض على رقابهم و إنهاء فصول تراجيديا أجبرتنا على تتبع خطاباتهم و قفشاتهم المقرفة...!؟ أصبحنا نتودد لأزهار الربيع و ننتظر إشراقة شمس حارقة تنهي مسلسل الوهم المفروض عنوة على بيادر الوطن...أجبرتنا مشاهد الخسة و التضليل على فكرة ممارسة شيء من البوح قبل أن يتعرض للتلف وسط متاهة الغموض و الانكسار....!؟!!!! أجبرتنا وقاحتهم المسيجة بوميض الإجماع المزعوم و المزايدة المنبهرة بجبروت السلطة الممنوحة ، المزهوة بتصفيقات الحلفاء و الأزلام بين ثنايا القبة الجاثمة على أجساد الكادحين ...على فكرة ممارسة ذاك الشغب الدفين، عساه يشعرنا بالسكينة و يتيح لنا فرصة الانصهار مع الأسئلة الحارقة التي تسبر أغوار الوطن...!!!!؟ لماذا ترغمون الشعب على دفع فاتورة فسادكم ، وإذا اختلفنا معكم تتهموننا بزعزعة استقرار الوطن...؟!؟ لماذا ترفعون شارة الولاء المستعارة للوطن كلما ارتفع صبيب الطلب على الحقوق المشروعة...و كأننا خلقنا لنتحمل البؤس و ندفع ضريبة من ساهموا في تكريس الريع و مشاهد انهيار القيم...!!!!؟ الرئيس الأرجنتيني الجديد ماوريسيو ماكري الذي ينتمي لعائلة ميسورة ،قرر التبرع بأجره الشهري إلى منظمة في بوينس اريس العاصمة تقدم وجبات الطعام إلى المعدمين و الفقراء ،وسيحصل 1800شخص في أحد الأحياء الفقيرة على قيمة راتب الرئيس الذي يوازي نحو4550دولارا أي ما يعادل أكثر من أربعة ملايين عندنا شهريا لرتق معالم الجوع وتأكيد قيمة البعد الإنساني الذي يقدم فروض الطاعة للقيم الهادفة و المسؤولة.. ...ولكم أن تستغربوا دناءة من يدبرون شؤون وطننا الحبيب ، البرلماني الفاسد عندنا يستفيد من المعاش وتصرف له تعويضات التنقل و المبيت و يستفيد من تدابير أروقة الغرف السوداء.....دون الوقوف عند رواتب الوزراء و الولاة و العمال و مدراء الشركات و الأبناك العمومية التي تستنزف جيوب الكادحين و المقهورين اجتماعيا...ومع ذلك يزايد عليك الوزير الوفا الوفي للتنقل بين دروب الوزارات....و يستفزك العنصر الذي تربع بين رفوف المسؤوليات لسنين طويلة و كأن الوطن لم ينجب أحدا غيره.....و يقرفك منظر بنكيران و هو يصيح داخل دهاليز القبة متهما إيانا بعدم الفهم و سوء التقدير.. ..مع أنهم و زمرتهم من الفاسدين المغرمين بالأضواء الكاشفة و السجاد الأحمر من يسهمون في عدم استقرار الوطن... !؟!!! تبا للصدفة التي جعلتنا نرغم على العيش بجواركم و استقبال تداولاتكم الهجينة المرصعة بالألوان المستعارة. دمتم للعمل و العطاء.

الأحد، 17 يناير 2016

التعلم والتحفيز: هل يمكننا إثارة الرغبة في التعلم؟

ـ فيليب ميريو – ت. محمد أبرقي

أنفاس نت
لا يمتلك كافة الأطفال رغبة وفضولا تلقائيا، وبعضهم يظهر إقبالا محدودا من أجل التعلم ، ومع ذلك توجد ثمة طرق قصد تعبئة مجموع التلاميذ .
إن مسألة التحفيز، بل وحتى استعمال هذا المفهوم في الخطاب البيداغوجي، هما معا حديثان نسبيا . صحيح، يمكن لنا أن نجد في كتاب ج.ج.روسوEmile وضعيات تثير تلك الإشكالية،وهكذا يتعلق الأمرب" تمرين طفل لا مبالٍ وتعسٍ على العدو/السباق"، والقائد-المعلم يوزع قطع بسكويت على الأطفال خلال مرورهم في السباق، والذين يتعاطون لذلك النشاط.
إلى غاية اليوم "الذي يضجر من المشاهدة الدائمة لتناول البسكويت أمام عينيه ،والذي يخلق لديه رغبة (التلميذ اللاَّمُبالي)ومنتبها إلى أنه، وأخيرا، يمكن للجري أن يصير جيدا مفيدا لشيء ما ،وملاحظا أن لديه أيضا ساقان،فيبدأ في المحاولة سرّا" وبعد فترة وجيزة ،نفس القائد التربوي المرافق يصبح فاشلا في تدريس الفلك لEmile فلا يتردد في التخلي عنه ويتركه تائها وسط غابةMontmorency لحظة وجبة الغداء،بغاية جعله يكتشف استعمال نقط الإحداثيات :"هيا بنا للغداء،هيا بنا للعشاء،لنجري بسرعة: الفلك جيد لأمر مّا " !
طبعا،ولكي نمتلك مغزى تلك الأمثلة،من المناسب إعادة تسجيلها ضمن مقاربة روسو:استعمال كافة الحِيل الممكنة قصد إثارة الاستعدادات الطبيعية لدى الطفل،وجعله يتعلم ذاتيا وبشكل حرٍّ بفضل وضعية محدّدة قصدًا(عمدا) تفرض إكراها معيَّنا، غير أنه في الحقيقة،فإن روسو،والذين يحيلون عليه يظلون جدّ محدودين ومنعزلين .

الجمعة، 15 يناير 2016

الجودة










الخوف من العلم ـ هادي معزوز

ـ هادي معزوز  عن أنفاس نت
بمجرد أن أكد العالم الإغريقي الشهير أرسطارك دو ساموس مركزية الشمس بدل الأرض إبان القرن الثالث قبل الميلاد، حتى اتهم الرجل بالهذيان وبالتفوه بأشياء لا يقبلها العقل أبدا، عندها وضع أصابعه على فمه واختفى دون سابق إنذار، حيث بقي التقويم البطليمي هو المنتصر إلى أن جاء عالم فارسي اسمه عمر الخيام، معيدا النظر في ما جاء به بطليموس، مشككا في عديد الأمور خاصة شكل الكرة الأرضية وحساب التقويم السنوي مما جعله من بين مهندسي السنة الكبيسة، إضافة إلى إعادة التقويم الغريغوري، ناهيك عن حساب التقويم الفارسي في عهد الملك ملكشاه خلال القرن الحادي عشر، بعد كل ما أوجده الرجل انتهت حياته باتهامه بالإلحاد فاختفى موروثه العلمي، ومعه لم نتمكن من تأسيس مدرسة قائمة بذاتها في الفلك والتي كان يحلم بها عمر الخيام طيلة حياته.
    في أوربا وتحديدا سنة 1543 سطع نجم عالم بولوني كبير اسمه كوبرنيك عندما تجرأ مرة أخرى على تعاليم الكنيسة بخصوص نظامنا الشمسي، مؤكدا على غرار من سبقوه ان النظام البطليمي خاطئ تماما بإقراره أن الأرض هي المركز بدل الشمس، معتبرا أن كل الكواكب بمن فيها الأرض تدور حول الشمس في مسار ثابت، وهو ما أعاد الصراع العلمي مرة أخرى بين الهليوسونطغيزم l’héliocentrisme من جهة، والجيوسونطغيزم le géocentrisme من جهة ثانية، لكن في النهاية تفوق السيف على القلم فبات النظام الكوبرنيكي محصورة نقاشاته بين العلماء فقط، والحال أن جيوردانو برونو بمجرد ما فكر في إحياء منطق كوبرنيك حتى تم حرقه حيا كي يكون عبرة لكل من يؤكد عكس ذلك، ثم استمر مسلسل التنكيل بالعلماء سواء في بعديه المعنوي أو المادي من قبيل ما حصل لغاليلي وتيكو براهي وكبلر ثم أبو بكر بن يوسف في الأندلس...