الاثنين، 25 يناير 2016

التعلم والدافعية



 ـ محمد الجيري     أنفاس نت

انتصرت كثير من الدراسات التي أجريت في إطار علم النفس المعرفي لفكرة وجود ارتباط وتلازم بين الدافعية والتعلم، باعتبار أن الدافعية تساهم في تحقيق الأهداف التربوية من أجل تحصيل واكتساب المهارات وتنمية الخبرات ومواصلة البحث والتكوين شأنها في ذلك شأن الذكاء والخبرة السابقة، هذه الدراسات أكدت وجود ارتباط بين قوة الدافع وارتفاع الأداء من جهة، وضعف الدافع وتدني المردودية من جهة ثانية. وبذلك تصير كل محاولة تعليم تنآى بنفسها عن فهم واضح ودقيق للحاجات والدوافع إلى الفشل، وقد تبين للباحثين أن حل المشكلات البيداغوجية المرتبطة بالعمل المدرسي بشكل سليم يفرض تحليل ظروف الحاجة أو الدافع، ولأن الدوافع في الغالب تكون خفية ما قد يترتب عنه إعطاء تفسيرات خاطئة لتصرفات ورود أفعال معينة فإن تعرف واكتشاف الحاجة التي تثير الدافع يبقى ضروريا.
     استخدم الباحثون مفهوم الدافعية لتبرير وتفسير اختلاف ردود فعل الأشخاص التي تتغير حسب الزمن والمكان، أو تباين مردودية شخصين أثناء تأدية عمل واحد وتحت ظروف متشابهة. ومن الجدير إدراك أن الدافع عملية تتضمن علاقة بين الطفل وبيئته، فهو عملية داخلية توجه نشاط التلميذ نحو تحقيق هدف معين والمدرس ليس سوى مظهرا من مظاهر البيئة الاجتماعية، بيد أن موقعه المهني وقربه من الطفل يخول له إمكانية وفيرة لإثارة الدافع وخلق الفضول والحاجة لديه نحو التعلم والاكتساب. وكلما كان الدافع قويا كلما استمر النشاط الذاتي للإنسان، وامتد إلى حين إشباع الدافع وتلبية الحاجة مع وجود إمكانية واستعداد لتغيير الطرائق والأساليب قصد بلوغ الهدف في حالة ظهور عائق ما.
بإمكان الفرد أن يصل إلى أهدافه دون صعوبة كبيرة، لكن في بعض الأحيان يعترضه عائق ما يحول دون وصوله ويخلق لديه حالة "لاتوازن" وتوتر فيحتاج إلى الحافز - وهو المقابل السيكولوجي للحاجة - كي يستعيد توازنه عبر ضخ نشاط إضافي واستعارة أساليب أكثر فاعلية لتجاوز العائق، وفي حالة العجز عن مواجهة العائق وتحمله يحصل الإحباط ويضطر الشخص من أجل امتصاص التوتر إلى حيل وأنماط سلوكية ومواقف جديدة - وربما غير مدنية - لتخطي المأزق.
يمنحنا مفهوم الدافعية إمكانية أكبر لفهم وتفسير الفروق الفردية في التحصيل الدراسي، فالتلاميذ الذين يحصلون على نتائج جيدة تفوق المستوى المتوقع منهم يمتلكون دوافع أقوى للتحصيل والتعلم مقارنة بنظرائهم ممن يخيبون آمال مدرسيهم وآبائهم، وبذلك فارتفاع منسوب الدافعية والحافز لدى الفئة الأولى، وانخفاضه لدى الفئة الثانية يؤثر بشكل مهم على مقدار التحصيل والاكتساب. يكتسي مفهوم الحافز ضمن مفهوم أكبر وهو الدافعية أهمية قصوى في إثارة نشاط الفرد وحثه على العمل، وفي إطار الفضاء المدرسي يلعب أسلوب التعزيز وتقدير مساهمات المتعلمين وتقويمها دورا إيجابيا في خلق فرص التعلم ومواصلة التحصيل، وفي غياب بيئة مدرسية محفزة يضعف منسوب الدافعية ويقل مقدار الاكتساب.
      الدافع إلى الانجاز يسمى أحيانا الحاجة للانجاز وهما معا ليسا مرادفين للانجاز في حد ذاته، بل قد يقودان إليه، فالدافع الى الانجاز بصيغة الجمع أي بالنسبة لشعب أو مجتمع ما اعتبره بعض الباحثين من بين عوامل نشوء الحضارات واختفائها، وفي ذلك تأكيد على حضور العامل النفسي حتى لا يبقى قيام الدول وسقوطها حكرا على عوامل مادية واقتصادية فقط. استحضار مفهوم الدافعية والاهتمام به لا يجب أن يخلق اعتقادا بأن التلاميذ جميعهم سيمتلكون دافعا الى التعلم بدرجة واحدة، فالدافع أو الدوافع ليست آلية، بل هي عملية ذاتية توجه نشاط المتعلم في اتجاه تحقيق هدفه، والمأمول هو خلق الميل والرغبة لدى المتعلم من أجل التعلم، وتجنب المواقف السلبية مثل الصمت والانسحاب المعبرة عن الإحباط والعداء للمدرسة. وإذا كان المدرس ليس معنيا بخلق الدافع والحاجة لدى المتعلم باعتباره عنصرا من البيئة الاجتماعية فقط ، فإن دوره كوسيط هو إثارة الدوافع والحاجات المفضية الى إيقاظ الرغبة  والفضول المعرفي لدى التلاميذ، وهذه مهمة ليست سهلة لأنها تتطلب جهدا متواصلا سيثمر في نهاية المطاف نتائج إيجابية.

محمد الجيري : مفتش تربوي

مسيرة الكرامة لا تحتاج تراخيصكم الجوفاء....!!؟




عبد الهادي بهيج
رغم البيان العسكري الذي تلاه العمدة الوزير إدريس اليزمي نيابة عن وزير ما تبقى من اتصال مصطفى الخلفي، بلغة 
التهديد و الوعيد و كلمات القصف الجبانة في حق الأساتذة المتدربين لمنع الحق في التظاهر السلمي المكفول دستوريا....رغم اجتياح محطات القطار و أساليب الصد البئيسة بين ثنايا سيارات الأجرة و الحافلات .....رغم التفافهم على الفصل 24 من الدستور الذي يكفل للمواطن الحق في التنقل.....رغم أكاذيبهم ومحاولة فرض مراسيمهم و كأنها كتب منزلة من السماء.....نجحت مسيرة الكرامة ...نجحت ترانيم الصدق و الإخلاص.....نجحت قضية الأساتذة المتدربين في ترسيم حقوقها المشروعة و ترميز الرقي بمستوى تنظيم التظاهرات السلمية المنبثقة من حركية المجتمع التواق للتغيير وتعديل البوصلة في اتجاه فضح أساليب التضليل و التوجهات الكبرى للدولة التي ما فتئت تعتقل مسار التربية و التكوين في زنزانة أجندتها الهجينة و محاولة فرض سياسة الأمر الواقع على مسار يهم تأهيل المجتمع و بناء رزنامة القيم .....
رغم حجم المفارقات و التناقضات و ضجيج المفاهيم التي كنا نسلم أنفسنا إليها قبل متاهة البوح ، كان هناك بصيص أمل ننتظره و نتودد إليه عساه يقترب منا ليسهم في انتشالنا من حزمة الانكسار و مشاهد الصلف و الاستهتار بكرامة البسطاء و عموم الكادحين،اليوم عيون آمالنا أصابتها موجة من الرمال العاتية جراء تواتر مشاهد التنكيل بالمجتمع من طرف من أجبروهم على تدبير شؤوننا و ترسيم حدود أمكنتنا و أزمنتنا بالوكالة..... اليوم ستبقى انتظاراتنا حالمة تستجدي من يحاول إيقاظها بالصدمة الكهربائية حتى لا تترك مجالا للصدفة للعبث بما تبقى من الأمل .....حتى لا تستكين لنغمة النوم العميق و تفسح المجال للمضاربين و المقامرين بالتوجهات
الحقيقية التي ينبغي تكريسها للرفع من أسهم الوطن في ظل موجات التقلبات و التحولات المجتمعية و الإقليمية و الدولية .
مشكلة الأساتذة المتدربين التي خلقت الحدث لا تنقصها الحلول .....هي تحتاج الإرادة الواعية بمصلحة الوطن المنصهرة مع حركيته و المعبرة عن طموحاته المشروعة في تحقيق الديمقراطية المجتمعية....هي لا تحتاج لزبد القسم بأغلظ الإيمان ومحاولة الالتفاف على بنود الدستور لاستعراض العضلات المستعارة......ما تفتقر إليه حكومة بنكيران التي يمكن اعتبارها من أكثر الحكومات جرأة على الإجهاز على الحقوق و المكتسبات لفئات واسعة من المجتمع هو تفعيل آليات وضع تصورات مسؤولة قادرة على حماية الخدمة العمومية و تأكيد قيمة المدرسة العمومية التي أنتجت ثلة المعتوهين الذين يزايدون عليها اليوم و يحاربون طواحين الهواء للعبث بمجانية التعليم الذي تكفله جميع المواثيق الدولية ... لا ينبغي النظر إلى جبروت المراسيم باعتبارها إلزامية و التغاضي على فرض الضريبة على الثروة و العديد من القضايا التي تفضح ثلة الفاسدين و من يستغلون خيرات الوطن .....ينبغي إضاءة المصابيح الطهرانية بين ثنايا أصحاب النفوذ الذين يعيثون فسادا و يحاربون المرفق العمومي و يسبرون أغوار المال العام بشكل فج دون محاسبة أو رقابة...مسيرة الأساتذة المتدربين الراقية بالرباط جسدت قيمة رجل التعليم الذي يغرف من تيمة الأصالة و الأناقة الفكرية و أسقطت التراخيص القبلية في سلة الدعارة السياسية التي جعلت أمثال بنكيران يركبون صهوة التدبير الأرعن و المزايدة المنبهرة بالشعبية الجبانة....مسيرة الأساتذة المتدربين أعطت الدروس و أسهمت في تحيين مشروع نضالي منسوبه سيتقوى ليشمل فئات أخرى في القادم من الأيام ما دام صبيب الفساد يستفيد من الرعاية السامية و ينهال كالرداد على عموم المستضعفين في الوطن.. ...ما دامت الدولة هي من تسوق لعدم مصداقية المدرسة العمومية و تحاول اعتقال الأستاذ في غرفة الانتظار الهجينة من خلال برامج أنظمة التقاعد و ملفات رفع الدعم و مفاهيم القصف البليدة على الخدمة العمومية......لن تنفعكم المراسيم .....و لا إصدارات العدد الجديد من الخطة الوطنية لمحاربة الفساد بالتوازي مع اقتراب نهاية ولايتكم بهدف الدعاية للانتخابات القادمة .....لن ينفعكم منطق الاستقواء و لا خطاب المحافظة على الاستقرار ....ستخرج المسيرات تلو الأخرى لأنها تحمل الترخيص المسنود بالشعبية الحقيقية لا شعبية صناديقكم المهووسة بالسلطة الممنوحة.
بالغت في التملي في ملامح الوطن على لوحة الملصق الإشهاري الذي يحمل عنوة شعار أجمل بلد في العالم...أصبت بالاختناق و القرف لأن من يروجون للشعار مصابون بالبؤس الفكري و الارتداد الهجين.. فتحية للأساتذة المتدربين الذين بصموا على شعار أحسن شعب في العالم.
دمتم للعمل و العطاء

الشعلة ترفض سياسة الإملاءات، وتحمل وزارة الشباب والرياضة مسؤولية التدبير المرتجل لقطاع الطفولة والشباب





بـــــــيان جمعية الشعلة للتربية والثقافة
لشعلة ترفض سياسة الإملاءات، وتحمل وزارة الشباب والرياضة مسؤولية
التدبير المرتجل لقطاع الطفولة والشباب
أمام تسارع التطورات على مستوى السياسات العمومية عامة، وما يرتبط بالحركة الجمعوية وأوضاع الطفولة والشباب بصفة خاصة، وبعد تقييم المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة لمجموعة من القضايا المرتبطة بالحركة الجمعوية وبقضايا الشباب والطفولة، وتسجيله للتراجع الحاصل في العديد من المكتسبات المتمثلة اساسا في غياب انفتاح الحكومة على جمعيات المجتمع المدني تفعيلا لآليات الديمقراطية التشاركية كما هو منصوص عليه في الدستور. واعتبارا لكون الشعلة ارتبط مشروعها بالدفاع عن قضايا الحركة الجمعوية المغربية، وفي مقدمتها قضايا وحقوق ومؤسسات الطفولة والشباب لما يزيد عن أربعين سنة، وهي مدة تؤكد استمرار وانخراط الشعلة الواعي والديمقراطي والتطوعي في عملية التأطير الثقافي والتربوي المواطناتي لهذه الفئات التي تعتبر عصب أية تنمية حقيقية في الآن والمستقبل.
وتمسكا بمبدأ الحوار وتجسيدا لدورها الاقتراحي، فقد قدمت الجمعية في افتتاح السنة الماضية مذكرة للسيد رئيس الحكومة ضمنتها مطالب الحركة الجمعوية، وسقف مطالب الشعلة كمكون مدني تطوعي يساهم في التنشئة الاجتماعية وفي ترسيخ الوعي الديمقراطي مع العمل على تحصين الأمن الاجتماعي بجهوده التطوعية تجسيدا لقناعة وأهداف الشعلة نحو تجسيد طموح المغرب الممكن؛ مغرب الديمقراطية والحداثة. إلا أن هذه المذكرة المرفوعة من منظمة وطنية مسؤولة ووجهت بالتجاهل والآذان الصماء.
نفس المصير آلت إليه رسائل مماثلة موجهة للسيد وزير الشباب والرياضة وبعض مديريات وزارته من أجل تدارس البرنامج الوطني للشعلة والبحث عن سبل التعاون لإنجازه عبر شبكة فروع الجمعية التي تتواجد في جميع الجهات الترابية. ورغم حرص الجمعية بتجديد الطلب التزاما بتقاليد التعاون والتواصل مع وزارة الشبيبة والرياضة. إلا أنه لم يتم إلى حدود الساعة بأي خطوة تترجم حرص الوزارة على التواصل مع الجمعية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأمام هذا الوضع فإن المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة يعلن للرأي العام :
1- تأكيد التزام الشعلة بمواصلة الدفاع عن قضايا وحقوق ومؤسسات الطفولة والشباب، تعزيزا لشعار مؤتمرها الوطني العاشر "الحركة الجمعوية شريك في السياسات العمومية والبناء الديمقراطي"؛
2- مطالبة الحكومة المغربية وقطاعاتها المهتمة بالطفولة والشباب، بتفعيل آليات الديمقراطية التشاركية وتعزيز فرص الحوار، لأن أي تجاهل لمطالب الحركة الجمعوية يعتبر تجاهلا للمعطيات الدستورية والسياسية لمغرب اليوم؛
3- استهجان الجمعية للطريقة اللامسؤولة التي تعاملت بها رئاسة الحكومة ووزارة الشباب والرياضة مع مراسلاتها؛
4- تعلن رفضها المطلق لاستفراد وزارة الشباب والرياضة فيما يخص برمجة مختلف التداريب ولاملاءاتها على الجمعيات، وتعلن مقاطعتها لتداريب الدورة الشتوية؛
5- التنبيه إلى المنطق المرتجل وغير المنسجم الذي اعتمدته وزارة الشباب والرياضة في برمجة التداريب تبعا لتنظيم السنة الدراسية؛
6- مطالبة الوزارة المعنية باستشارة الجمعيات المعنية بملف التداريب والمخيمات الصيفية والجامعات الشبابية في شأن البرمجة والحمولة، وتفادي حصر تواصلها حول الملف مع الجامعة الوطنية للتخييم التي لا يخولها وضعها القانوني الوصاية على الجمعيات الوطنية المستقلة التي ساهمت في تأسيسها، وخصوصا ما تعلق بالمساهمة في بلورة السياسات العمومية الخاصة بالقطاع، أو القرارات الاستراتيجية ذات الصلة بهذا الملف؛
7- التأكيد على مسؤولية وزارة الشباب والرياضة كقطاع حكومي فيما يخص العملية التنشيطية والتخييمية والتكوينية كخدمات عمومية لا يمكن تفويتها لأية جهة أخرى؛
8- دعوة وزارة الشباب والرياضة إلى ايلاء أهمية أكبر للحمولة التربوية والبيداغوجية للتكوين الموجه إلى الأطر التربوية في مختلف الدرجات من خلال إعادة النظر في مضامين وطرائق التكوين والتنشيط؛
9- اعتبار ملف المخيمات التربوية والجامعات الشبابية جزءا لا يتجزأ من مطلب تمكين الطفولة والشباب المغربيين من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية المضمنة في الدستور؛
10- التنبيه إلى خطورة تهميش جمعيات المجتمع المدني ومختلف الهيئات الوسيطة، وتحجيم أدوارها وإضعاف قدرتها على التدخل، بما يؤدي إلى تقويض إمكانات اضطلاعها بأدوارها الدستورية، باعتبارها مساهمة في التأطير وداعمة للأمن الاجتماعي وشريكا في إعداد وتنفيذ وتقويم السياسات العمومية .

المكتب الوطني

الجمعة، 22 يناير 2016

لمحاربة الفساد تقتضي جرأة سياسية….!!؟



عبد الهادي بهيج


خلال آخر جلسة برلمانية لهذا الأسبوع أطل علينا وزير الوظيفة العمومية بإشراقته المهووسة بضجيج مهرجان الفقيه بنصالح ، يخبرنا بأن الحكومة وهي تستعد لنهاية ولايتها بصدد وضع استراتيجية واضحة المعالم لمحاربة الفساد..!!!؟ بالتوازي مع ذلك وقعت وزارة الفلاحة في شخص وزيرها المشمول بالرعاية السامية ووزير المالية الذي أضحى يتغنى بالمديونية ويضرب الطاولة على منتقديه في البرلمان على اتفاقية شراكة مع شركة سهام التي ستجبر الدولة على سداد 90 في المائة من ثمن الاكتتاب الخاص بتأمين المحصول لفائدة الفلاحين المساهمين ب 10 في المائة …..يعني أن شركة التأمين سهام لصاحبها المبجل وزير الصناعة و التجارة مولاي الحفيظ العلمي سيستفيد من كعكة الريع الذي قدم له على طبق من ذهب بالرغم من وجود حالة التنافي ،باعتباره عنصر داخل حكومة استراتيجية الفساد …يعني أيضا أن هاته الممارسة تبرز قيمة التدابير الجوفاء التي تنهل من قاموس الفساد و المحسوبية الممنهجة …ومع ذلك يصرون على تعنيف آذاذنا بأصواتهم المقرفة بين سجايا القبة المشؤومة.. !!!؟
إن عملية تمرير الصفقات من تحت الطاولة لأحد أعضاء الحكومة هو قمة الاستخفاف بنبض الشعب و المتاجرة بمنسوب كرامته تحت يافطة تأمين المحصول ….هو تأمين للملياردير الوزير حفيظ العلمي و الزيادة في صبيب بورصته بأموال دافعي الضرائب دون حياء أو وجل …هو ترتيب ممنهج لفلسفة الاستقواء على الشعب وتوضيب منمق لغرف أصحاب المال و الأعمال و المتنفذين وشرعنة مسارات الفساد الذي تحاربه الحكومة فقط كلما اقترب موسم قطف الأصوات الجزافية …لأنها تعتبر البسطاء مجرد رقم في معادلة الجبارين….المهووسين بنظم قصائد الحب للمملكة السعيدة بهم و بزمرتهم المستفيدة من استقرار رساميلهم و ثبات أصولهم التجارية في أبناك من ينظر إليهم بعين الرضى و يبارك ضجيجهم المفتعل.
لم أعد أفهم بالضبط ما يقع بالوطن….لم أعد قادرا على استيعاب ما يحاك ضد استقرار الوطن من طرف من أسندت لهم مهام حراسة كرامة الكادحين و عموم المستضعفين…!!!؟ في البرلمان الإسباني الجديد تحدث أشياء لم يكن لأحد أن يتخيل حدوثها يوما….شباب بقمصان مفتوحة و بذل عادية و أحذية رياضية يناقشون القوانين و يرفعون من وتيرة التشريع و الدفاع عن القضايا الحقيقية التي تجتاح من أوكلوهم للدفاع عن الحقوق المشروعة ….بل إنهم تنازلوا عن ثلاثة أرباع رواتبهم و رفضوا سيارات الخدمة التي توفرها الدولة….بينما نحن نتوسل الوزراء و نواب الوطن إلغاء جوج فرنك من معاشاتهم كما جاء على لسان للا شرفات أفيلال …..نستجديهم لمراجعة قوانين التقاعد و مراسيم الظلم دون جدوى.
لا أفهم بالضبط مسارات التضليل و التنكيل التي تجتاح الوطن….سنوات و المجلس الأعلى للحسابات ينجز تقارير الافتحاص تلو الأخرى و لم يقدم أحد للمحاكمة أو تم الحجز على منزله و ممتلكاته….بل هناك من زف لرئاسة الجهة بدل تقديمه للقضاء ،و الوزير اخشيشن خير مثال على ذلك بوصفه كان مسؤولا عن التعليم الذي صرفت فيه أموال طائلة لترسيم المخطط الاستعجالي….قيمة الهدر التي وسعت من دائرة الفساد و أسهمت في ضياع الزمن التربوي لا قيمة لها عند حكومة عفا الله عما سلف .. ..هي فقط تستقوي على الضعفاء و ترفع القبعة لكريستين لكارد كلما أعطتها الإشارة لتنفيذ البرامج الجوفاء و توثيق الصلة بصنبور الغرق في الديون الخارجية.
الإصلاح يجسد بخيار التعبئة المجتمعية و الممارسة التشاركية ليكون متينا و قويا و فعالا.. …الإصلاح لا يكرس من خلال المراسيم و القسم بأغلظ الإيمان و لا عبر التصورات الاختزالية للمشاكل و الأعطاب أو عن طريق الاملاءات و الردود الانفعالية التي تختفي تحت مظلة أعداء النجاح و عفاريت الفوانيس السحرية المستوحاة من الأساطير و الأفلام الكارتونية….هو يحتاج فقط لجرأة سياسية تصدح بالحق وتقبل التعاقد مع قيم المجتمع لتكون قادرة على تفعيل مسارات الحكومة الشعبية الحقيقية المنبثقة من حركية و نبض المجتمع .. لا تلك الشعبية المغروسة في مخيلة من استهواهم المكان و طابت لهم الفضاءات المخملية لتجعلهم يعضون عليها بالنواجد رغم تلويحهم بالاستقالة.
ما عساني أقول سوى… الله يعطينا و جهكم…!؟!!

الثلاثاء، 19 يناير 2016

زلزال اقتصادي وسياسي من العيار الثقيل.. لماذا هبطت الأسعار وسعر البترول من يقرره؟ ومن الخاسر والرابح؟



د.عبد الحي زلوم

سألني الكثير من الاصدقاء أن أعلق على تدهور اسعار النفط،  خاصة أني قضيت أكثر من نصف قرن في عالمها العربي والدولي مستشاراً. كان سبب ترددي هو تشعب الموضوع وصعوبة اختزاله في مقال جريدة، لكنني اخيراً قررتُ أن احاول وأختصر.

فالنبدا أولاً بمن الذي يقرر أسعار النفط؟

بعض الهواة أو المغرضين أو الجهلة يذهبون شرقاً وغربا في تفسيراتهم والجواب بسيط: انها الولايات المتحدة فقط لاغير. حتى سنة 1970 كانت  الولايات المتحدة مصدرة للنفط وأصبح انتاجها يساوي استهلاكها فقط  في تلك السنة . كانت تحافظ على فائض في مقدرة انتاجها بحدود 3 مليون برميل يومياً ، تزيد الانتاج متى ارادت تخفيض السعر وتخفض الانتاج عندما كانت تريد رفع السعر.  فقدت هذه الميزة عندما أصبحت مستوردة للنفط من 1970 إلى يومنا هذا. وتم إعطاء هذا الدور المرجح كما يسمى  إلى السعودية. (تُنسِّق) الولايات المتحدة مع العربية السعودية للسيطرة على اسعار النفط . عن هذا الدور قال أحمد زكي اليماني وزير النفط السعودي الأسبق مفتخراً:

المسايرة الاجتماعية وإعاقة التجديد التربوي

 ـ الزبير مهداد:  أنفاس نت


مجتمعنا التقليدي يمارس ضبطا لمراقبة سلوك أفراده، لتأكيد خضوعهم لمعاييره ونظمه المتوارثة وعاداته وتقاليده، وبواسطة عملية الضبط يفرض المجتمع قيوده على السلوك الفردي والجماعي لجعله مسايرا لهذه التقاليد.
فالمجتمع يتوسل بالضبط في مراقبة أفراده ووظائف مؤسساته والتحكم فيها، ويعتمد الضبط الاجتماعي على التفاعلات الاجتماعية والتقاليد التي تقنع المرء بالتزام قيم المجتمع وقوانينه؛ وذلك بناءً على الانتماء إلى الجماعة، إلى جانب دور عمليات التطبيع الاجتماعي منذ الصغر، وتعوُّد قِيم الطاعة، وعادة ما يكون الجزاء الاجتماعي على هذا النوع من الضبط الاجتماعي جزاءً معنوياً، بمعنى أن الانحراف عن قِيم المجتمع، يقابله بنوه بالنبذ والاستهجان، أو البعد عن غير الملتزمين.
ويعتبر العنف التربوي، ظاهرة سلوكية سيئة التي تساهم المسايرة الاجتماعية في ترسيخها في الجسد الاجتماعي وإدامتها في الحياة المدرسية.
المسايرة الاجتماعية
لفظ العنف التربوي يعني في هذه المقالة استخدام العقاب البدني خلال عملية التواصل التربوي في العملية التعليمية، ففي الوسط المدرسي هناك اتجاه إيجابي نحو استخدام العقوبة لدى كثير من المعلمين، وعلى الرغم من أن بعض المعلمين يدركون التأثير السيئ للعنف التربوي، ومع ذلك، فإنهم لا يمتنعون عن توجيه الأذى البدني والنفسي للأطفال، بالضرب، أو التحقير والشتم والسب أو غيره، بالرغم من أن التنظير التربوي يدعو إلى تجنب هذه الممارسات، بل منعها، وبالرغم من نتائج الأبحاث وخلاصات الدراسات الحقوقية والتربوية السيكولوجية التي تبرز مخاطر العنف على الأطفال.
إن انتشار العنف على المستوى المجتمعي يجعل منه نمطا سلوكيا يفرض نفسه بقوة على الحياة المدرسية، على الرغم من تعارضه مع النظم التربوية المعمول بها، ومع قواعد التشريع الاجتماعي، ولكن حتى يصبح هذا العنف مشرعنا، تنشأ ثقافة فرعية داعمة له، تبرره وتجيزه، بل وتدعو له. فلا غرابة أن يقوم معلم على صفحات جريدة يومية، يشكك في موضوعية وعدالة القانون الذي يمنع الضرب في المدارس، في الوقت الذي ينتشر فيه هذا الضرب في إطار الأسرة، ويتساءل لماذا نحضر على المعلم في المدرسة ما هو متاح في الأسرة، ويضيف إن الطلاب مشاغبون ولا يمكن بالتالي للمعلم أن يتخلى عن العنف كأداة لتطويع التلاميذ.[1]
ضغط الجماعة يقوي المسايرة
إن الجو التربوي العنيف السائد في المجتمع يوقع المعلم الضعيف في شراكه، فالمعلم يلجأ إلى استعمال العنف لأنه يقع تحت تأثير ضغط جماعة المعلمين الذين يشعرونه بأنه غر عديم التجربة، وأن العنف هو عادة ومعيار المؤسسة؛ وأن التلاميذ لا يمكن التعامل معهم إلا بتلك الصورة، هذا الحكم المحبط، يتناقله المعلمون المحبطون، ويدعمونه بما تروجه الثقافة السائدة من أمثال، مثل: (جاه سكاد لمغازل، العصا من الجنة، من علمني حرفا صرت له عبدا، من أراد أن يغيض عدوه فلا يرفع العصا عن ولده)، وغير ذلك من العبارات والأمثال المحبطة. ولا يجد المعلم، مناصا من الرضوخ لضعط الجماعة ومسايرتها.
فالحاجة إلى الانتماء، تحتم على المعلم، الجديد على وجه الخصوص، الانخراط في جماعات وتنظيمات مهنية ونقابية واجتماعية وغيرها، وأهم جماعة مؤثرة في حياته المهنية، هي جماعة المعلمين الذين تربطه بهم علاقات الزمالة المهنية، والظروف المتشابهة، والغاية المشتركة والاهتمامات والمشاكل المتداولة. والمؤسسة التي يشتغل بها هي التي تحتضن الجماعة، كما تتواجد في الهيئة النقابية التي تزيد من لحمة انتمائه لها، بينما ينتشر أفرادها في كل المجتمع، يخترقون الحياة الاجتماعية، ويشاركون فيها بقوة، ويبصمون أنشطتها وفعالياتها.
بالرغم من أن الأفكار التي يحملها المدرسون قد تتباين بحسب عمر كل واحد، وثقافته الفرعية، وتكوينه الأكاديمي، وغير ذلك من العوامل، إلا أن هناك دوما أفكار ونوازع وحاجات كثيرة يلتقون عندها ويلتفون حولها، فالضرورة تقتضي من المدرس أن يخضع للجماعة ويسايرها لينال رضاها، ولو تطلب الأمر التنازل عن مبادئه وأفكاره وقناعاته واستبدالها بأفكار الجماعة ومبادئها.
إن الإكراه المؤسساتي يجعل المعلم نفسه عرضة للسخرية والتهكم حين يحاول تطبيق النظريات الحديثة في أدائه التربوي.
لقد دلت الملاحظة، أن أغلب المدرسين الشباب الذين يتميزون بدرجة عليا من الحماس، يحاولون ممارسة وتطبيق وتجريب أحدث النظريات التربوية، ولكنهم سرعان ما يتخلون عن أفكارهم. فكل ما تلقوه من دروس في مدرجات الجامعة، أو خلال التدريب، وكل ما قرأوه من تشريعات وتعميمات، أضحى لا قيمة له، بل أنمحى واندحر وانهزم وتلاشى، أمام مبادئ الجماعة وأفكارها وثقافتها، بفعل الضغط الذي تمارسه هذه الجماعة المرجعية. فمسايرة الجماعة تتطلب من الفرد التخلي عن مبادئه وسلوكه ومعتقداته، واستبدالها بأخرى بديلة يفضلها أشخاص آخرون، حتى لو كانت الأفكار والمبادئ البديلة خاطئة أو متخلفة؛ كشرط ضروري للاستجابة وفقا لعادات الجماعة ومعاييرها.
ضعف التكوين يقوى المسايرة
   إلى جانب عامل الضغط الاجتماعي، فإن سلوك المسايرة يقوى لدى المدرسين ضعاف التكوين، فضعف التكوين، يترتب عنه غموض المواقف التي يواجهونه في حياتهم المهنية، وقلة الثقة بمعلوماتهم. يزداد اعتماد الفرد على أعضاء الجماعة وعلى ما لديهم من معلومات ومسايرتهم فيما يذهبون إليه من أحكام
ومع العزوف عن القراءة، وبدل الإقبال على الثقافة المكتوبة، يكتفون بتداول الثقافة الشفهية التي يؤدي ترويجها إلى الامتزاج بالخطأ، والتحلي بصفات الثقافة السائدة الخرافية الغيبية المتخلفة. لذلك لا يمتلك هؤلاء المعلمون وعيا تربويا سليما بالطرق الصحيحة للتعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة، فيكتفون بتناقل ما هو سائد في أوساطهم من أساليب واتجاهات التنشئة، وهي غير سوية، وتتم عملية النقل بتأثير الضغوط الواقعة من الجماعة المرجعية التي تلزمهم بمسايرتها، بمحاكاة الراشدين المحيطين بهم من آباء وأمهات وزملاء، ويدعمه الإيحاء الذي يمارسه عليهم الآخرون بفعل التعيير والمقارنة والمأثورات الشعبية التي تكرس الاتجاهات التربوية التقليدية السائدة[2]
إن ضعف كفاءة المعلمين المهنية تعتبر عاملا هاما يزيد من احتمال مسايرتهم، فحينما يشعر الناس بعدم الكفاءة أو قله قدرتهم عن باقي أفراد المجموعة أو حينما يشعرون بالحيرة الناتجة عن عمل مبهم غامض أو صعب فإنهم يميلون إلى الاستسلام إلى أحكام الجماعة.
أهمية الحداثة التربوية وتعميق تكوين المدرس
أدى استحكام كثير من العوامل إلى دخول المجتمع في حالة التاريخ الآسن، حيث تصبح العادة والتكرار هي الفضيلة، بدلا من التغيير والتحول والنماء[3].
إن كثيرا من التصورات التقليدية المحافظة الرجعية لدى العاملين في الحقل التعليمي ناشئة عن المسايرة الاجتماعية، ولا علاقة لها بما تعلموه في الجامعة أو مركز التكوين، وهذه التصورات السلبية تشكل مراكز مقاومة التغيير، فهناك دوما تمثلات وأحكام نمطية سائدة، تحرم التلاميذ من حقوقهم في التعلم الآمن، وتضيق عليهم بأساليب شتى وطرق متنوعة، تشوه تنشئتهم، وتحرم المجتمع من أي فرصة للتغيير والتطور.
إن مسايرة الثقافة الاجتماعية السائدة، لا تساهم في تحقيق التجديد الاجتماعي، فالعمل المطبوع بالمسايرة لا يغير شيئا، ولا يعبر عن وجهات النظر المختلفة التي تحملها الثقافة المضادة التقدمية المبشرة بالتغيير، والتي تعبر عن اتجاهات الرفض المنتشرة في أوساط المثقفين المبدعين والثائرين السياسيين، وتدخل في صراع مع الثقافة السائدة.
إن التحديث ونظمه يؤدي إلى ارتقاء المشاعر الإنسانية، فتعميق تكوين المعلمين، أفضل من إنتاج نصوص جديدة تحرم العنف، والتي قد يؤدي اللجوء إليها إلى نتائج عكسية، فهي ليست الوسيلة الوحيدة الناجعة في محاربة العنف وتحسين أساليب التربية، لأنها لا تؤدي إلى مسح آثار التنشئة التي خضع لها الفرد طيلة حياته، فالاعتماد على القانون قد يؤدي إلى العكس، رغبة في التحدي، وإثباتا للذات.
فالقضاء على العنف قد يتحقق من خلال التوعية الطويلة الهادفة والمستنيرة.
[1] عزة بدر، أطفالنا وثقافة العنف، مجلة العربي عدد 525 (غشت 2002)
[2] القرشي، عبد الفتاح: اتجاهات الآباء والأمهات، حوليات كلية الآداب، جامعة الكويت، 1986، ص 73
[3] الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية: تقرير التنمية الإنسانية العربية، سنة 2004 ص 142

ملتقى المهارات الأول لليافعين

جمعية الشعلة للتربية و الثقافة بخريبكة

تستعد جمعية الشعلة للتربية و الثقافة بخريبكة لتنظيم ملتقى المهارات الأول لليافعين بدار الشباب الزلاقة خلال الاسبوع الأول من عطلة السنة الدراسية الممتدة ما بين 24 يناير 2016 إلى 7 فبراير 2016 . و من خلال  البرنامج المسطر يتضح أن الملتقى سيحول دار الشباب الزلاقة إلى فضاء رحب يتسع ليافعي الفرع من أجل الاستفادة و المتعة   حيث   يتضمن البرنامج  أنشطة غنية و متنوعة تجمع بين التكوين و الترفيه :  ألعاب و رشات في السينما و المسرح....   و قد اختير شعار "  التكوين المستمر مدخل لبناء شخصية الطفل "لهذه التظاهرة المتميزة 
برنامج الدورة