الخميس، 7 يناير 2016

جاذبية المدرسة

جاذبية المدرسة 
إسماعيل العماري   عن موقع فضاء علوم التربية



 كثيراً ما يكون خبرُ تغيب الأستاذ نبأ تنتشي به جماعة الفصل، أو بداية العطلة الدراسية مناسبة تعدُّ أيام اقترابها على رؤوس الأصابع،حيثُ الانتظار على احرِّ من الجمر و كثيرا ما يكون انصرام أيامها جحيماً لايطاقُ حيث السّاعات و الدقائقُ تعدو ثواني تمر بسرعة البرق.علَّ هذا الشعورَ بالتخلص من جو المدرسة أو الفصل يضمرُ وراءه عوامل و مسببات قد يكون الأستاذ و المؤسسة و الأسرة و المجتمعُ قوى فاعلة في تشكيله لدى المتعلم .هل يعني ذلك بأن المدرسة فاقدة للجاذبية المطلوبة؟هل للأستاذ نصيب وافرٌ في نفور المتعلم من المدرسة؟هل المجتمعُ استقلَ من دوره التعبوي والتَّوعَوِي بأدوار ألمدرسة. ماذا عن الأسرة التي جعلت من المدرسة مكاناً للتخلص من أبنائها ،هل فعلا الأسرة تسير في اتجاه ما تريده المدرسة ؟ علّها أسئلة نتاج تجربة متواضعة كتلميذ و كفاعل في الحقل التربوي سأحاول الاجابة عنها واحدة تلوى الاخرى.
الأستاذ شخصٌ منَفِّرٌ أم محَبّْبٌ.
يحتل الأستاذ مكانة و مرتبة عالية داخل الوسط المدرسي نظرا للمهمة الملقاة على عاتقه من جهة و الدور الذي يلعبه في علاقته بالمتعلم حيث يشكل بالنسبة لديه مصدر المعرفة و مصدر تغذية الجانب الأخلاقي و الوجداني و السيكولوجي…،فمهمة الأستاذ أو المدرس تنطلق من داخل القسم إلى خارجه ،في تجاوز للدور المعرفي إلى ماهو تربوي ،حيث يغدو الأستاذ مصدر إلهام للمتعلم و نموذجه الذي يحتذي به في التربية و الأخلاق في محاولة إزالة الصورة النمطية التي تحبسُ الأستاذ في قوقعة التلقين و الإلقاء الفج.إن ممارسة المدرس لدوره المعرفي و التربوي في آن واحد لن يتأتى إلا من خلال جانبين أساسين :
الجانب الديداكتيكي و البيداغوجي:من خلال امتلاك الأستاذ لأدوات بيداغوجية و ديداكتيكية حديثة،تساعده على التنشيط و خلق الفاعلية المطلوبة في تمرير المعارف بعيداً عن الطريقة الجافة في الإلقاء و المبنية على اتجاه أو مسار واحد من و إلى التلميذ.
الجانب السيكولوجي و الوجدانيفالمتعلم عليه أن يشعرَ داخل الفصل الدراسي بجو يسوده الاحترام المبني على القناعة و الاقتناع النابع من الذات و ليس المبني على الخوف من الأستاذ و أيضا عليه أن يحس بنوع من التقدير و الاحترام في علاقته بزملائه داخل الفصل الدراسي،ففي علاقة الأستاذ بالمتعلم هذا الأخير غالباً ما يحتاج من مدرسه الحنان و العطف المطلوب قصد تعويض الدفء الأسري.
علاوة على القيام بدور المساعد السيكولوجي و النفسي من خلال التوجيه و الدعم لبعض السلوكيات التي تحتاج إلى تقويم من قبيل الخوف ،الخجل ،الإدمان ،وبعض المشاكل الأسرية إن كانت  في النطاق المحدود نظرا لأن بعض المشاكل تحتاجُ إلى أخصاء في الميدان هذا من جهة ،أما من جهة ثانية فنظرا للفراغ الذي يعانيه الأساتذة من ضعف  التكوين في الجانب النفسي و السيكولوجي  ،اللهم بعض الإشارات البسيطة التي يتم تلقينها خلال فترة التكوين و التي تبدو ضئيلة،مقارنة مع حجم المسؤولية المنوطة بالأستاذ.
الأسرة هي المدرسة الأولى
للأسرة دور محوري و أساسي في التربية ،فتأثيرها يبدو جليا على الأبناء  انطلاقا من موقعها في حياة المتعلم كمدرسة أولى تمر عبرها الناشئة إلى جو الفصل الدراسي  بتلقين الطفل مجموعة من الأبجديات  الأخلاقية الضرورية التي يحتاجها في المدرسة و التي ستساهم لا محال في بناء علاقة متينة  بالمحيط المدرسي من بينها المسئولية و الاحترام و التقدير…مبادئ أولية – قاعدية(نسبة إلى القاعدة).
لكن الملاحظ أن نظرة غالبية الأسر تكون غير مقبولة  ويتضح ذلك جليّاً من خلال الخطاب الموجه إلى الأبناء أو أثناءَ الحديثِ الذي تتقاسمه الأسر فيما بينها حيث يعتبرون المدرسة بمثابة المكان الذي تلجأ إليه للتخلص من أبنائها،انطلاقا من تجربتي الخاصة في أسرتي والتي سرعان ما تثور الأم أو الأب غاضبين  حين يصدر مني سلوك غير لائق خاصة أثناء العطلة معترفين على أن المدرسة كانت تخلصنا من مشاكلكَ و أفعالك،الأمر الذي قد يحدثُ إحساسا لدى المتعلم ان المدرسة تعد بالنسبة إليه معتقلاً أو سجنا لجأ إليه الابوين للخلاص من ابنهما.أضف إلى ذلك التناقض الصارخ الذي يعيشه المتعلم على مستوى الحرية التي يمارسها في منزله و داخل المؤسسة ،هذه الأخيرة تسنُ رزنامة من القوانين التنظيمية التي تتناقض مع الطقس العام الذي يعيشه في منزله الأمر الذي قد يخلقُ نوعا من النفور و الاحساس القيد و الشروط الكابحة لحريته .
مدرسة في قلب المجتمع و مجتمعٌ في قلب المدرسة .
إن دور المدرسة يعدُّ هاما جداًّ في بناء و تكوين كوادرَ قادرة على خلق التغيير المجتمعي المطلوب على الأصعدة المختلفة سياسيا و ثقافيا و اجتماعيا،إذا كان للمدرسة هذا الدور فالمجتمعُ لا تقل أهميته عن هذا بالقيام بدوره التعبوي و محو الصورة الباهتة عن المدرسة باعتبارها قنطرة لتفريخ ثلة من العاطلين ،هذا لن يتأتى إلا بفضل جمعيات المجتمع المدني و خاصة جمعيات المجتمع المدني هذه الأخيرة تلعب دور الوسيطَ و الرابطَ بين المدرسة و المجتمع من خلال نقل ارتساماته و رغباته و أولوياته و التي يجب على المدرسة تلبيتها و التركيز عليها .
إن المدرسة في أمسِّ الحاجة إلى فئات قادرة على خلق التغيير ،فالمدرسة هي الملاذُ لإنتاج ماهو مطلوب هذا لن يتأتى إلا بوجود مجتمع يثق في المدرسة و يجعلُ منها أولويته المطلوبة ،فقد  ربط جون ديوي الفشل بالتربية بإهمال “مبدأ أساسي و هام أن المدرسة إلا مجتمع صغير ،أن الطفل يجب أن ينشط أو يوجه عمله و تفكيره عن طريق حياته في هذا المجتمع”
لن يتم التأسيس و خلق مدرسة جذابة و مستقطبة إلا بتضافر جهود كل من الأستاذ باعتباره عنصرا بارزا في العملية التعليمية التَّعَلمية ،و المجتمع بثقته في المدرسة و إزالة النظرة التي تضعها في قلب التلقين المعرفي و ليس التربية، هذه الأخيرة لن تكتملَ إلا إذا هيأت الأسرة أبنائها لجو المدرسة و طقوسها الخاصة ،إن دور المؤسسة التعليمية لا محيد عنه في هذا الشأن من خلال خلق مجموعة من الأنشطة التي تشكل بالنسبة للمتعلم فرصة لانسلاخ من الإيقاعية الرتيبة في الفصل الدراسي.  

الأربعاء، 6 يناير 2016

ماذا عن أزمة العمل النقابي بالمغرب؟

ماذا عن أزمة العمل النقابي بالمغرب؟

عبد الرحيم العلام                    هسبرس

لا يختلف اثنان حول أهمية العمل النقابي باعتباره آلية أساسية في النضال السياسي والاجتماعي، وأيضا باعتباره رافعة للاحتجاج المدني المدافع عن قضايا الفئات الاجتماعية المختلفة. غير أن الاتفاق المبدئي حول هذه الأهمية لا يعفينا من التأشير على أن العمل النقابي إذا لم تتوفر شروطه ومفرداته الأساسية فقد يصير إلى عكس الأهداف النبيلة التي يقوم عليها. فالكثير من النقابات لا تعكس تطلعات الفئات الشعبية التي تمثلها، والكثير منها منخرط في عمليات "تسييس" مفرط للعمل النضالي في سياق توازنات السلطة والقوى التمثيلية. وسأسعى هنا، وبشكل مختصر، التعبير عن موقفي المخالف لمختلف المواقف "الرومانسية" تجاه العمل النقابي.

أسس ومفاهيم نظرية بياجي

أسس ومفاهيم نظرية بياجي

عبد العزيز موحسين . موقع فلسفة و تربية





  ولد جون بياجيه في نيوشاتل بسويسرافي التاسع من أغسطس 1896 م، وكان نبيهاً منذ الصغر، وظهرت عبقريته مبكراً، وأظهر اهتماما كبيراً بعلم الأحياءوقد عين وهو في السادسة عشر من عمره مديراً لمتحف التاريخ الطبيعي في جنيف.ثم درس التاريخ الطبيعي في جامعة نيوشاتلونشر في عام 1916 م بحثه الأول، ثم نال درجة الدكتوراة في التاريخ الطبيعي وهو في الحادية والعشرين من عمرهثم حول اهتمامه وطاقته إلى دراسة تطور الفكر عند الأطفال ونموهوقرأ في فلسفة المعرفة بتوسع وبدأ يفكر باهتمام شديد في عالم المعرفة، وخاصة فيما يتعلق بكيفية اكتساب المعرفة والتعلم عند البشرواعتقد أن النمو المعرفي يرتكز على الجوانب البيولوجية والسلوكية ولهذا تحول إلى مجال علم النفس وعمل بياجي بعد تخرجه في معهد بينيه Binet لاختبارات الذكاء في باريس لعدة سنوات، حيث خبر الأطفال وقدراتهم الذكائية المختلفة وتمرس في تطوير اختباراته كما لاحظ الفروق الفردية في إجابات الأطفال على أسئلة القدرات الذكائية نتيجة تنوع مراحلهم العمريةوفي هذه الفترة بدأت أفكار بياجيه الواسعة الانتشار هذه الأيام تبلور أطرها النظريةبعد ذلك انتقل بياجيه من معمل بينيه إلى معمل جان روسو في جنيف بسويسرا حيث تمكن من متابعة أبحاثه العيادية مع الأطفال في مجال الذكاء والقدرات الادراكية ومن تطوير نظريته في علم النفس المعرفي إلى حدودها والجدير بالذكر أن نظرية بياجيه قد تمت بدرجة رئيسية بناء على نتائج الملاحظات والدراسات الامبريقية التي قام بها بياجيه مع زوجته وأطفالهما الثلاث.أيضاً اعتمد في دراساته على الطريقة العيادية أوالاكلينيكية وقد توفي بياجيه في اواخرسبتمبر 1980 م، بعد أن ساهم بدراساته الواسعة والأصيلة، وترك مجموعة من المؤلفات والكتب والمقالات عن النمو المعرفي عند الأطفال.

سفر المراكب ـ شعر : حسن العاصي

سفر المراكب ـ شعر : حسن العاصي


كأديم قوس قزح
في الضوء المتوثٌب
في خدري
يبزغ الأرق
من سديم الأفق
أترك وجهي ينزف
في ساحل الغسق
يقرأ للعشب
خارطة الأمنيات وسفر المراكب
يفتح جميع الحقائب
للخارجين من الموت

الثلاثاء، 5 يناير 2016

النظرية التربوية الكانطية والتأسيس البيداغوجي ـ د.زهير الخويلدي


أنفاس نت


استهلال:
"إن مشروع نظرية في التربية لهو مثل أعلى سام لا يملك أن يكون ضارا ولو أننا غير قادرين على تحقيقه"1[1]
لا ندري إن كان عمونيال كانط قد ترك لنا فلسفة متكاملة في التربية أم لا، فهو قد ناضل في عصر التنوير من أجل ترك الاجترار وعزف عن الموروث والتقاليد وتشجع على استعمال العقل والتوجه نحو التفكير والنقد والحرية. لكن ما نعلمه أنه ألف عام1803 حول هذا الموضوع كتيب معنون "مقالة في البيداغوجيا" ولقد تضمن جملة من التأملات حول التربية والتدريس وبالتالي افترض وجود نظرية تعلمية عقلانية.
لقد قدم الكتيب في شكل محاضرة في جامعة königsberg وحاول فيه معالجة الأسئلة البيداغوجية التي طرحت في الأوساط التعليمية وأثبت فيه فيلسوف التنوير القدرة على التدخل النقدي في مختلف المجالات المعرفية ولكن بعض الشرّاح وبالخصوص ألكسيس فليلونكو قد أعادوا الاعتبار إلى هذه المحاضرة وقاموا بربط  "مقالة عن البيداغوجيا" بفكرته عن التاريخ الكوني وتوقه إلى السلم الدائم وبحثه عن قيام "الأنثربولوجيا من وجهة نظر براغماتية" وعنايته بالعلاقة المعقدة بين الغائية الطبيعية والغائية الأخلاقية.

نتائج اختبار دبلوم مدربي و مديري المخيمات الصيفية 2015


نتائج اختبار دبلوم مدربي و مديري المخيمات الصيفية 2015 






cliquer ici

الاثنين، 4 يناير 2016

أيُّ دورٍ للمؤسسةِ المدرسيةِ في المجتمع؟

أيُّ دورٍ للمؤسسةِ المدرسيةِ في المجتمع؟ ـ محمد بدازي

أنفاس نت



لَجَأَ بنو البشرِ إلى التَّربيةِ منذُ عهدٍ قديم، بالضَّبط، منذ كانت له القدرة على التَّعلُّمِ من خلال ترابطِهِ داخل جماعاتٍ. فكانتِ الأسرةُ أوَّلَ تَجَمُّعٍ أُنيطَ به دورُ التربيةِ، وتنشئةِ الأطفال. ثم، ونظراً لما عرفهُ المجتمعُ البشريُّ من تَبَدُّلٍ، ظهرت المؤسسة المدرسية، لتعملَ هي الأخرى على تربيةِ وتعليمِ الطِّفل. لكن، فعلُ التربيةِ في التَّجَمُّعِ الأول، غيرُهُ في التَّجمعِ الثاني؛ فإذا كانت الأسرةُ تُربِّي الطِّفل بكيفيةٍ "عشوائية" أو ارتجالية، فإن المدرسة، بِعدِّها مؤسسةً مُختصة، تربي بكيفيةٍ قصدية، بحيث تضعُ أهدافاً، وغاياتٍ، تعملُ على تحقيقها وفقَ مسارٍ يتمُّ رسمُهُ سلفاً، مثلما تعتمد كذلك، طرقاً وأساليباً من أجلِ العمليةِ التّربوية. لقد ظهرتِ المؤسسةُ المدرسيَّةُ في إطارِ التَّحولِ الذي عرفهُ المجتمعُ الإنسانيُّ، حيث تَعَقَّدَ هذا المجتمع وَوَعُرَ فهمُهُ، فَاحْتِيجَ لحظتئذٍ إلى مؤسسةٍ تعملُ على إدماجِ الفردِ (=الطفل) في الحياةِ الاجتماعيةِ وجعلِهِ قادراً على الإنتاج. فماذا نعني بالمدرسة؟ ما الوظيفةُ التي تلعبها اليوم؟ وما علاقتُها بالمجتمعِ الخارجيِّ؟