عن أنفاس نت
تقديم:
تعتبر المخيمات التربوية مجالا مفتوحا لممارسة الانشطة التربوية والثقافية والفنية والرياضية والترويح، والاستثمار الامثل للعطل المدرسية. وهي فرصة سانحة لتبادل التجارب والافكار والرؤى بين المشاركين، ضمن منظومة التكوين والتنشئة الاجتماعية والتربية على المواطنة، لفائدة الاطفال والشباب، لما شكلته وتشكله باستمرار المخيمات من مدرسة للحياة وطريقا للطموح والامل والمنافسة بين الجماعات المخيمة. ولان كانت مجالا مفتوحا للأنشطة الترفيهية، فإنها مدرسة لزرع القيم وترسيخ المبادئ الانسانية واستنهاض الهمم وتقوية العزيمة والارادة، فقد ساهمت في تخريج الاطر الواعدة والكفاءات العلمية والقيادات ...
ولما كان للمخيمات التربوية اهتمام بارز في تكوين النشء، فإننا سنحاول من خلال هذا البحث؛ النبش في نمط ادارة وقيادة وتدبير هذه الجماعة المخيمة انطلاقا من المحاورالتالية:
I. المفاهيم
II. نمط القيادة بالمخيمات التربوية
III. الحاجة للقائد بالمخيمات التربوية
IV. اهمية تدبير الجماعة بالمخيمات التربوية
V. مظاهر تشكل اللوبيات بالمخيمات التربوية
VI. خلاصة عامة
I. المفاهيم:
تشكل المفاهيم المفاتيح الاساسية لسبر اغوار الحقول المعرفية المرتبطة بالعلوم الانسانية، ومن تم فانه لا يمكن الخروج عن هذا الاطار في معالجتنا لهذا الموضوع، حيث سنتطرق الى ماهية كل من المصطلحات التالية من النحية الاجرائية: النمط ، والقيادة، والتدبير، والمخيمات التربوية.
- مفهوم النمط: هو مجموعة من السلوكيات والممارسات التي يقوم بها القائد في المؤسسة التي يعمل بها سواء كانت تربوية او ثقافية او اقتصادية او سياسية او عسكرية او غيرها من المؤسسات المرتبطة بالخدمات، ومن تم فهو ادا السلوك السائد عند القائد والغالب في تعامله مع الافراد، والذي يدفعهم لتحقيق اهداف المؤسسة التي يعملون بها.
تعتبر المخيمات التربوية مجالا مفتوحا لممارسة الانشطة التربوية والثقافية والفنية والرياضية والترويح، والاستثمار الامثل للعطل المدرسية. وهي فرصة سانحة لتبادل التجارب والافكار والرؤى بين المشاركين، ضمن منظومة التكوين والتنشئة الاجتماعية والتربية على المواطنة، لفائدة الاطفال والشباب، لما شكلته وتشكله باستمرار المخيمات من مدرسة للحياة وطريقا للطموح والامل والمنافسة بين الجماعات المخيمة. ولان كانت مجالا مفتوحا للأنشطة الترفيهية، فإنها مدرسة لزرع القيم وترسيخ المبادئ الانسانية واستنهاض الهمم وتقوية العزيمة والارادة، فقد ساهمت في تخريج الاطر الواعدة والكفاءات العلمية والقيادات ...
ولما كان للمخيمات التربوية اهتمام بارز في تكوين النشء، فإننا سنحاول من خلال هذا البحث؛ النبش في نمط ادارة وقيادة وتدبير هذه الجماعة المخيمة انطلاقا من المحاورالتالية:
I. المفاهيم
II. نمط القيادة بالمخيمات التربوية
III. الحاجة للقائد بالمخيمات التربوية
IV. اهمية تدبير الجماعة بالمخيمات التربوية
V. مظاهر تشكل اللوبيات بالمخيمات التربوية
VI. خلاصة عامة
I. المفاهيم:
تشكل المفاهيم المفاتيح الاساسية لسبر اغوار الحقول المعرفية المرتبطة بالعلوم الانسانية، ومن تم فانه لا يمكن الخروج عن هذا الاطار في معالجتنا لهذا الموضوع، حيث سنتطرق الى ماهية كل من المصطلحات التالية من النحية الاجرائية: النمط ، والقيادة، والتدبير، والمخيمات التربوية.
- مفهوم النمط: هو مجموعة من السلوكيات والممارسات التي يقوم بها القائد في المؤسسة التي يعمل بها سواء كانت تربوية او ثقافية او اقتصادية او سياسية او عسكرية او غيرها من المؤسسات المرتبطة بالخدمات، ومن تم فهو ادا السلوك السائد عند القائد والغالب في تعامله مع الافراد، والذي يدفعهم لتحقيق اهداف المؤسسة التي يعملون بها.
- مفهوم القيادة: القيادة دور اجتماعي رئيسي يقوم به فرد اثناء تفاعله مع غيره من افراد الجماعة ، ويتسم هذا الدور بان من يقوم به يكون له القوة والقدرة على التأثير في الاخرين وتوجيه سلوكهم في سبيل بلوغ هدف الجماعة. والقيادة شكل من اشكال التفاعل الاجتماعي بين القائد والاتباع حيث تبرز سمة القيادة – التبعية، والقيادة سلوك يقوم به القائد للمساعدة على بلوغ اهداف الجماعة وتحريك الجماعة نحو هذه الاهداف وتحسين التفاعل الاجتماعي بين الاعضاء والحفاظ على تماسك الجماعة وتيسير الموارد لها. وهكذا يمكن النظر الى القيادة كدور اجتماعي او وظيفة اجتماعية، ويمكن النظر اليها كسمة شخصية، ويمكن النظر اليها ايضا كعملية سلوكية . والقيادة دائما تفاعل اجتماعي نشط مؤثر موجه ليست مجرد مركز ومكانة وقوة. وعلى هذا الاساس فان مفهوم القيادة يرتبط بالجماعة اكثر من الافراد.
ومن العلماء من يحدد القيادة على انها المكانة او المركز الذي يشغله الشخص في الجماعة، ومنهم من يعادل القيادة بالسلطة و القوة ، ومنهم من يحدد القيادة بذكر القدرات التي يمتلكها القائد، ومنهم من يعزوها الى شخصية القائد او الى النشاط الذي يمارسه. وهناك تعاريف تحدد القيادة على اساس الوظائف المختلفة التي يؤديها القائد. ومن خصائص القيادة توافر السلطة. و السلطة هي الحق في القيادة وقوة تحقيق الطاعة. فالقيادة ترتبط بأساليب ممارسة السلطة داخل المنظمة او الهيئة او الدولة.
ومن العلماء من يخلط بين مفاهيم القيادة والقائد، ومفاهيم اخرى تشترك معها؛ مثل: مفاهيم الاشراف والمكانة والهيبة ومنهم من يعرفها بانها الرئاسة والعلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين.
ويمكن تعريف القيادة بانها نوع من العلاقة بين شخص وتابعيه، بحيث لإرادته ومشاعره وبصيرته قوة التأثير على الاخرين الذين يمثلون التابعين. وهذا التأثير القيادي يكون نتاجا لمحاولات يقوم بها القائد ويستهدف منها توجيه سلوك او مشاعر التابعين، وعرف يعض العلماء القيادة على انها القدرة على قيادة الجماعة بالأسلوب الذي يضمن غايات اهداف الجماعة...
- مفهوم التدبير: يقصد بالتدبير (Gestion/Management) مجموعة من التقنيات التي تستعملها مؤسسة أو منظمة أو مقاولة ما لتحقيق أهدافها العامة والخاصة. وتتمثل هذه التقنيات في: التخطيط، والتنظيم، والتنسيق، والقيادة، والمراقبة. و قد يعني التدبير مجموعة من الأشخاص الذين يديرون الإدارة أو المقاولة أو المؤسسة أو المنظمة، سواء أكانوا مديرين، أم مدبرين، أم أطرا، أم مسيرين، أم موجهين... وبصفة عامة، يعني التدبير مجمل التقنيات التي تعتمدها الإدارة لتنفيذ أعمالها وتصريفها. وغالبا ما يتخذ التدبير طابعا كميا باعتماده على المعايير الكمية القائمة على الإحصاء الرياضي و المحاسباتي.
و من جهة أخرى، يعني التدبير مجموعة من القواعد التي تتعلق بقيادة المقاولة الاقتصادية وتنظيمها وتسيير دفتها. أي: أن مفهوم التدبير مفهوم اقتصادي بامتياز، يرتبط كل الارتباط بتسيير الشركات و المقاولات. وأنها بمثابة إدارة شاملة لمؤسسة أو مقاولة أو منظمة ما تعمل جادة لتحقيق الجودة المطلوبة، وفق مجموعة من المبادئ المتدرجة والمتلاحقة والمتكاملة التي تتمثل في: التخطيط، والتنظيم، والتنسيق، والقيادة، والمراقبة.
وإذا كان التخطيط تصورا نظريا استشرافيا، فإن التدبير تنفيذ وإنجاز وتطبيق لهذه الخطة النظرية التنبئية. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمد أمزيان بأن التدبير "مرحلة التطبيق الفعلي للخطط والبرامج".
- المخيمات التربوية: يرتبط هذا المفهوم بالتربية باعتبارها عملية شمولية تطال الفرد ونموه وطبيعة علاقته بالمجتمع وتحولاته. ومن تم فالمخيم مؤسسة تربوية تساهم في التنشئة الاجتماعية اثناء العطل، كما ان لها اعتراف بأسلوبها ودورها في العديد من المجتمعات، فهي توفر فرص التعلم والتثقيف عبر الترويح والمتعة، كما انها مجال لتفتح الشخصية والتعود على المسؤولية، وترسيخ قيم التسامح والمواطنة والتعايش، وبذلك فهي فضاء يتيح فرصة حقيقية للتكيف مع حياة المجموعات.[1]
II. نمط القيادة بالمخيمات التربوية
يعتبر المخيم مؤسسة تربوية تستقبل المستفيدين اثناء العطل المدرسية، بغاية تربيتهم وتكوينهم بأسلوبها الخاص المرتبط بالترويح والمتعة، ولاكتساب الجماعات المخيمة هذه الخبرات التربوية العلمية والثقافية والاجتماعية والفنية والصحية والقومية والدينية؛ تحتاج المراكز التخييمية الى نمط قيادي يليق بهذه المؤسسة التربوية ذات المدة الزمانية والمكانية المحددة.
حيث يرتبط نمط القيادة بالمخيمات التربوية بالمنهج التربوي ( مجموع تجارب الحياة الضرورية للنمو)[2] ، فالمنهج المعتمد بالمؤسسة التربوية التي تعنى بالشرائح المخيمة يرتكز على النوايا والافكار السابقة عن العمل التربوي، والاجراءات والاستعدادات السابقة كذلك عن العمل التربوي الفعلي، ثم اخيرا البناء المنهجي لخطة تربوية شاملة قابلة للتنفيذ.
فالمنهج التربوي يستمد قوته من المشروع البيداغوجي الذي يتقدم به المدير باعتباره قائدا المخيم التربوي، والذي يرسم فيه الخطة التي يجب اتباعها قبل واثناء وبعد المرحلة ؛ من اجل انجاح العملية التخييمية. حيث يتبع نمطا يسهل عليه تنفيد هذه الخطة المعلنة مسبقا، والتي اجازتها الاطر التي ستسهر على خدمة المستفيدين من العملية اثناء الموسم التخييمي . ولان القائد / المدير التربوي يتعامل مع العنصر البشري، فانه مطالب باتباع نمط قيادي يسهل تحقيق التكامل بين الجوانب التنظيمية والانسانية لتحقيق الفعالية والوصول الى الاهداف، باعتبار الهدف النهائي للقائد / المدير التربوي هو تحقيق رؤيته الممثلة في المشروع البيداغوجي الذي تقدم به سلفا، بشكل واقعي من خلال نمط معين من السلوك، وفي اطار الظروف التي يواجهها زمانيا ومكانيا. وهنا لابد للمدير التربوي ان يمتلك عنصر التأثير باعتباره حجر الاساس في استمالة الاخرين وتغيير سلوكهم بالاتجاه الذي يحقق الهدف من العملية التخييمية.
ادا فنمط القيادة بالمخيم التربوي هو ذلك السلوك الذي يستمد قوته من الديموقراطية التشاركية المبنية على انخراط الجماعة ككل في تنفيد الخطة المهيأة من طرف القائد / المدير التربوي دون اغفال الحزم واليقظة والفطنة لكل ما يمكن ان يؤثر في الاتجاه السلبي للعملية التخييمية. ومن هنا فالسلوك الذي يلزم القائد الاتصاف به؛ اهتمامه بالأداء الاداري وذلك من خلال ترتيب الادارة، من حيث الوثائق والمستندات التي تهم الجماعة المخيمة. اهتمامه كذلك بالأفراد والعلاقات الانسانية؛ من خلال مشاركته في الاحتفالات والسهرات الليلية التي تنظم بالمركز التخييمي. وخلال الاجتماعات التقييمية عليه؛ ان يبت الحماس في الاطقم الساهرة على تنفيد الخطة / المشروع البيداغوجي ، دون اغفال المدح والتقدير مع نشر المعلومات الاساسية والمهمة في تسيير العمل، وذلك لتيسير التفاعل بين الافراد داخل الجماعة.
ان نمط القيادة بالمخيم التربوي مبني اساسا على التخطيط والتنسيق وادارة الصراع وحل المشكلات. ومن تم يحتاج الى كاريزما من نوع خاص، يتهيأ من خلالها القائد / المدير التربوي مصاحبة الجماعة المخيمة وهو متسلح بمجموعة من المعارف العلمية : كعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس النمو وعلم الاجتماع ...التي تسهل عملية تنفيد مشروعه البيداغوجي.
III. الحاجة للقائد بالمخيمات التربوية
ينظر إلى القيادة بالمخيمات التربوية ، ممثلة في المدير التربوي، على انه قائد تربوي تناط به مهام حيوية بالغة الاهمية. فلم يعد يقتصر دوره على ادارة المخيم ومراقبته وترتيب السجلات والملفات وحفظ البيانات وتسطير البرامج الترفيهية رفقة الطاقم التربوي وتوزيع الاطر التربوية على فرق الجماعات المخيمة. بل ان فعالية دوره الجديد مرتبط بتجسيد كفاية العملية التخييمية الممثلة في التخطيط والتنظيم والمراقبة والقيادة والتقييم والمحاسبة. ولقد اشارت البحوث التربوية والدراسات النفس اجتماعية الى اهمية الانماط القيادية، واقتران مدى نجاح مراكز التخييم وتطورها ومدى تأثيرها المباشر على دافعية الاطر التربوية والادارية، سلبا او ايجابا. وان لرضا العاملين على السلوك القيادي لمديريهم تأثيرا مباشرا على مستويات اخلاصهم وادائهم في المركز التخييمي. اذ لا يعقل ان يعمل المربي ( المدرب ) بشكل جيد تحت توجيه او اشراف مديره التربوي الذي لا يرتاح اليه او يحس في قرارات نفسه انه غير متعاون معه ولا يتمنى له النجاح.
فالقيادة لا يمكن ان تزدهر في فراغ، فقد اكدت جميع نظريات القيادة التي امكننا الاطلاع عليها، ان القيادة الفعالة هي نتاج تفاعل القائد / المدير التربوي مع التابعين، حيت يحتل القائد دورا رئيسيا في مسؤولياته عن انتاج معاملة الافراد العاملين معه. فعليه تقع مسؤولية تحقيق اداء يتسم بالكفاءة والفعالية، وذلك بأقصى طاقة ممكنة واقل تكلفة ممكنة. حيت ينظر للقائد على انه الشخص الذي يحدث نمط قيادته تأثيرا ايجابيا في المناخ المؤسسي بوجه عام. وفي الروح المعنوية للمرؤوسين ودافعيتهم والاداء العام بالمخيم.
وقد ساهم التقدم العلمي، وخاصة في مجال علم النفس الاجتماعي في تسهيل عمل القياديين بسبب ما حققه هذا العلم من انجازات ساهمت في كشف خبايا النفس الانسانية، حيث يستطيع القائد فهم تابعيه والتعامل معهم بالطريقة التي تؤدي بهم الى بدل اقصى جهودهم في العمل.
ومن هنا نستطيع ان نؤكد اهمية دراسة الانماط القيادية، باعتبارها تشكل الاسلوب والطريقة التي يتعامل بها القائد مع مرؤوسيه. ذلك ان النمط القيادي يعد العامل الرئيسي في نجاح العملية التخييمية او فشلها، لما للقائد من دور حاسم في توجيه سلوك المؤطرين والمدربين وفي ايجاد الجو الفعال في المركز التخييمي.
اد تشير التقارير والبحوث الجامعية التي اجريت على المراكز التخييمية على المستوى الوطني ان الانظمة التربوية بالمخيمات غير قادرة على تحقيق الاهداف المرغوبة والمطلوبة منها بما يتناسب مع متطلبات ومستجدات عصر العولمة وثورة المعلومات. ومن حين لأخر تتكرر النداءات في الندوات العلمية ذات الصلة لتحسين عملية التخييم، وبالتالي نوعية مخرجات نظام وهياكل التخييم.
واذ نشير هنا الى ان افراد المجتمع والمهتمون يضعون اللوم على القائمين على العملية التخييمية. ومن اهم الانتقادات ؛ هي عدم الاهتمام بموضوع المساءلة، ومتابعة جوانب القصور واسبابه ووضع العلاج اللازم لذلك. ويمكن القول انه يجري نقاش جدلي بين من يضع اللوم والمسؤولية على القائمين على عملية التخييم من اداريين وتربويين ومشرفين ومديرين مركزين. وبين القائمين انفسهم والذين لهم رؤيتهم في اسباب ضعف الاداء وتدني مستوى التخييم. ويبرزون فيما يبرزون تعدد مصادر المسؤولية وانهم ليسوا وحدهم المسؤولون عن هذا القصور. ومن تم فمفهوم الانتاجية والفاعلية في العملية التخييمية قد تغير ولا يقاس بالمدى الكمي العددي للمستفيدين وحده بل هناك عمليات لهذا التخييم لابد من اخدها بعين الاعتبار فضلا عن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المؤثرة على مخرجاته.( أي العملية التخييمية).
في ضل هذا الجدل الدائر حول مخرجات التخييم وتجويده وضبط عملياته، يركز المثيرون على تفعيل دور المساءلة في العملية التخييمية التربوية وانها صمام امان اذا تضافرت جهود القائمين على العملية والمستفيدين منها؛ من ادارة وجمعيات المجتمع المدني، بهدف تحسين العمل التربوي وتطويره ليتمكن من تحقيق اهدافه التثقيفية والترفيهية.
IV. اهمية تدبير الجماعة بالمخيمات التربوية
يعتبر الحديث عن الجماعة بالمخيمات التربوية خارج التدبير من العبت بمكان، اذ ان الادارة التربوية تنبني على آليات التخطيط و التنظيم و التوجيه والتقييم وفق منهجية محكمة في الضبط و التوثيق و توفير المعطيات الكافية لتسيير إداري فعال.فالالتزام بالنصوص التشريعية والمذكرات التنظيمية للعملية التخييمية يضع اللبنات الاساسية لأهمية التدبير الإداري للجماعات المخيمة وفق منظومة تربوية تحكمها ضوابط اجتماعية علمية وعملية تستمد شرعيتها من القانون الاساسي ، ودفتر التحملات الذي ينظم العملية التخييمية في شموليتها.
حيت ينطلق تدبير الجماعة بالأعداد الجيد للمشروع البيداغوجي لمؤسسة المخيم الذي يعود بالأساس الى مقاربة الاهتمام بالعمل الجماعي فهو يرسم خطة العمل التي ستبنى عليها العملية التخييمية على ارض الواقع. ولان المخيم مؤسسة تحكمها خصوصية وطرق عمل مع الاطفال " كجماعة " يسعى الى تحقيق رغباتهم وتطلعاتهم التي يتوقعون اكتشافها، كي يحققوا المتعة المنتظرة النابعة من الرغبة في قضاء مرحلة تخييمية مليئة بالإثارة والتشويق والمغامرة. وهذا طبعا لن يتأتى لهم دون تخطيط واعداد مسبق ومتوافق عليه بين الفرقاء؛ اطرا واداريين ومدراء ومشرفين.
واذا كانت الجماعة بالمخيمات التربوية لها خصوصيتها فإنها تلزم اعداد عينة من الناس يتميزون بالكفاءة العلمية في مجال تدبير الجماعات. وهو ما يدخل في هذه الاهمية التي ننشد خلال تكوين علمي تصاحبه عمليات تطبيقية على ارض الواقع في مراكز التخييم. ومن تم تدبر الجماعة المخيمة باطر تم تكوينهم وتأطيرهم في مراكز التدريب لفترة من الزمن وفي محاكاة لما يقع بمراكز التخييم. وبعد اجتيازهم للمراحل التكوينية بنجاح يسمح لهم أنداك بمرافقة افراد الجماعات المخيمة، وتحت اشراف قائد / مدير تربوي حاصل هو الاخر على شهادة تأهيل علمي ( دبلوم مدير) التي تمنحها الجهات الادارية التابعة للوزارة الوصية.
ان اهمية تدبير الجماعة بالمخيمات التربوية لا يخرج عن اطار اعداد الفرد / الانسان الصالح والمتزن، ضمن منظومة القيم التي تتبناها الدولة والمجتمع. الشيء الذي لا يترك مجالا للارتجال والعبث في هذا المجال الحيوي، وعلى النقيض من ذلك فانه يفتح الباب على مصراعيه امام المخربين واصحاب النزوات والمتطفلين واشباههم، مما يساهم في تشكيل اللوبيات واصحاب المصالح الضيقة والانتهازيين...
V. مظاهر تشكل اللوبيات بالمخيمات التربوية
لا يخفى على احد من المتتبعين لمسار المخيمات التربوية، انها عرفت تغيرات كبيرة مند نشأتها بعد الحرب العالمية الاولى والثانية في البدايات الاولى من القرن الماضي، فانتقلت من استضافة ابناء المحاربين في المعارك الى ابناء الاعيان، ثم اخيرا ابناء الشعب. وهذا طبعا سيؤدي الى ارتفاع المبالغ التي تصرف في هذه المخيمات التربوية على صعيد كل منطقة من مناطق العالم والتي لها اهتمام بهذا المجال الحيوي في اعداد النشء والمواطن على السواء.
ولحيوية هذا المجال ومكانته في المجتمع، سيفتح شهية اصحاب المصالح، وتتكاثر عليه المضاربات داخل النسيج الاجتماعي، وستشكل من اجله جماعات مهتمة، اما بأمر من الدولة بشكل نظامي او تنظيمي او بشكل عفوي بدافع الغيرة او الطمع في الحصول على جزء من هذه الخيرات التي تخصص لهذا القطاع. ومن هنا ستظهر جماعات موازية لها مصالحها الخاصة؛ اما في شكل افراد او مجموعات. وهو ما يمكن ان نصطلح عليه الجماعات الضاغطة او اللوبيات. فكيف تتشكل هذه الجماعات داخل المخيمات التربوية؟.
تعد جماعات الضغط او اللوبيات من اهم واكثر التكتلات التي تؤثر على مسار المؤسسات والشركات بل وسياسة الدولة بأكملها. فبقوتها وانتشارها في الكثير من المجالات؛ الاقتصادية والثقافية والسياسية، وغيرها، وارتباطها بأشخاص بارزين في المجتمع، تعمل على الحفاظ على مصالحها واهدافها.
" واللوبي "Lobby" كلمة إنجليزية تعني الرواق أو الردهة الأمامية في فندق، وتستخدم هذه الكلمة في السياسة على الجماعات أو المنظمات التي يحاول أعضاؤها التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة، وقد تبلور هذا المصطلح في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 1830 عندما بدأت مجموعات المصالح تمارس الضغوط على الكونغرس ( البرلمان الامريكي ) وحكومات الولايات.
فاللوبي عبارة عن جماعة قانونية منظمة تدافع عن قضايا ومواقف ومصالح معينة، محددة لدى السلطات العامة في الدولة، يجمع بين أفرادها مصالح مشتركة وتنشط فى سبيل تحقيق هذه المصالح عن طريق الاتصال بمسؤولى الدولة ومؤسساتها ومحاولة إسماع صوتها مستخدمة كل ما تملك من وسائل متاحة وفى مقدمتها أسلوب الضغط، وتلعب اللوبيات دورًا محوريًا وهامًا في الحياة السياسية، حتى بات معروفًا بأن لوبيات الضغط القوية هي المُتخذ الحقيقي للقرارات وهي التي تصنع السياسة المُتبعة داخل الدولة وفي حالة وجود لوبي قوي من لوبيات الضغط في دولة معينة ينحصر دور سلطات تلك الدولة في إضفاء الصفة الرسمية على تلك السياسات والقرارات."[3]
ولان كانت المخيمات التربوية مؤسسة كغيرها من المؤسسات التي للأفراد مصالح بها، فإنها لا تخرج عن نطاق تواجد اللوبيات التي تتحكم في مسار قراراتها، التي من شانها تغيير منظومتها التربوية وتوجهها العام الذي تتوخى منه الدولة، كراع لها، ان تساهم به في تكوين المواطن. ومن تم تتعدد الجماعات والافراد المقترنين بها في التحكم في توزيع مقاعد المستفيدين من العملية التخييمية، بشكل يخدم مصالهم الخاصة والتي غالبا ما تقترن بأنظمتهم المالية ومراجعهم الأيديولوجية سواء على مستوى المنظمات الوطنية او الجمعيات المحلية المدفوعة من طرف السياسيين المحليين.
وفي هذا السياق، فقد ظهرت مؤخرا مؤشرات على ان المخيمات التربوية بالمغرب اصبحت تدار بشكل مباشر من طرف الجامعة الوطنية للتخييم باعتبارها لوبي ضاغط على مجريات المخرجات في هذا الحقل التربوي الهام. وهو ما يظهر جليا من تدخلها في التوزيع الوطني لمقاعد المستفيدين من العملية التخييمية بالمغرب على الرغم من وجود وزارة للشباب والرياضة، تعنى بهذا الجانب، من تمويل وتأطير، كما انه ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. الشيء الذي يستشف من خلاله ان الامر لم يعد بالإمكان ادارته بشكل اعتيادي، و انما الامر اصبح يتجاوز الوزير وغيره، دونما اغفال ان الجامعة بدورها تعاني من لوبيات داخلها؛ توجه قراراتها باعتبارها تدفع الانخراط الاكثر والمنتظم، وتهيمن على كل الجموعات العادية والاستثنائية التي تعقد من حين لآخر...
واذا كان الامر على المستوى الوطني بهذه الشاكلة، فان الامر ذاته على مستوى مركز تخييمي. حيث انه في كل عملية تخييمية، تظهر من حين لآخر تصرفات من اطار او مجموعة ما تنم على ان هناك اندفاع مقصود لتحويل مجريات الانشطة التي تقام بالمخيم في اتجاه أيديولوجية معينة لا علاقة لها بالتسيير العام للمخيم التربوي وتتوخى بت قيم معينة بغرض التشويش والمضايقة للقائد العام / المدير التربوي. وبعد التحري والتخابر، يظهر ان الامر يتعلق بفلان او عيلان، المدفوع من طرف هيئة معينة سواء كان فردا او جماعة...
VI. خلاصة عامة
للمخيمات التربية ميزتها التي تفردها بالتثقيف والتكوين عبر الترويح والمتعة، وهي تساهم في تكوين النشء بطريقة غير التي الفناها في مؤسسات التنشئة الاجتماعية. فصقل المواهب وتعلم الحياة والاعتماد على النفس، تلكم خاصية العملية التخييمية. انها مدرسة الحياة؛ قالب لمجتمع مصغر، به كل صنوف الانشطة التي تبني الانسان في كل مظاهره. من الناحية الانفعالية والوجدانية والحركية...
ومن تم يحتاج المخيم التربوي الى قائد / المدير التربوي، يتميز بكاريزمية تعادل اهمية هذه المؤسسة الاجتماعية داخل النسيج الاجتماعي. حيث تكون له من المعرفة ما يؤهله الى قيادة رشيدة وحنكة خاصة، يقوى بها على الوان اللوبيات التي تظهر من حين لأخر لتغيير مسار هذه المهمة النبيلة ذات الابعاد الانسانية والاجتماعية التي يعول عليها في اعداد المواطن الصالح، الى جانب المؤسسات الاخرى من الهيكلة العامة للدولة.
اذا فنمط القيادة بالمخيم التربوي مبني اساسا على التخطيط والتنسيق وادارة الصراع وحل المشكلات، ولفت الانتباه الى كل ما من شانه افشال العملية التخييمية ومتعة المستفيدين من العطل المدرسية. وان كنا نرمز الى القائد على انه المدير التربوي فان الامر قد يتجاوزه الى الوزير ذاته باعتباره قائدا لهذه العملية ومنه الى المدراء الجهويين و الاقليميين والمحليين...
ومهما يكن فان انماط القيادة ترتبط بنوعية الجماعات من حيت التنظيم والهيكلة، وطبيعة المشاريع والاهداف ومخططات العمل وتوزيع المهام واشكال الانجاز. ويبقى المخيم من اهم المؤسسات التربوية التي تبرز فيه اهمية النمط القيادي الذي يتلاءم ونوعية الجماعة المخيمة التي يتكون افرادها من انحاء مختلفة من المجتمع.
VII. المراجع:
- د. عبد السلام زهران، علم النفس التربوي، طبعة الرابعة
- شكيب الرغاي، المخيمات التربوية، الطبعة الاولى 2010
- سلسلة علوم التربية – الأهداف التربوية عدد 1 الطبعة التانئة 1990
- جريدة نون بوست الالكترونية، 25 يناير2015
: شكيب الرغاي، المخيمات التربوية، الطبعة الاولى 2010[1]-
: سلسلة علوم التربية – الأهداف التربوية عدد 1 الطبعة التانئة 1990[2] -
: منقول عن مقال ثقافي، موقع: جريدة نون بوست الالكترونية، 25 يناير2015[3] -